عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
شهدت العلاقات بين دولة الإمارات واليابان نمواً مطرداً على المستويات كافة، وتعاوناً في جميع المجالات والقضايا الإقليمية والدولية، وهو ما ينعكس إيجاباً على ترسيخ جهود السلام والاستقرار في أنحاء العالم.
ويؤكد خبراء ومتخصصون أهمية هذه العلاقات بين البلدين، وضرورة الدفع بها إلى مزيد من التقدم والترابط خلال الفترة المقبلة. وتتعاون الإمارات واليابان في مجلس الأمن الدولي، بصفتهما عضوين غير دائمين في المجلس، في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، لاسيما بصفتهما حاملتي القلم المشارك لملف أفغانستان.
ويسعى البلدان إلى التنسيق من أجل دفع جهود السلام والتوصل لحلول سياسية وسلمية للقضايا الإقليمية والدولية.
ومؤخراً، اعتمد مجلس الأمن عدداً من القرارات بشأن أفغانستان تقدمت بهما الإمارات بالتعاون مع اليابان، حيث يقضي أحدهما بتمديد ولاية البعثة الأممية للمساعدة في أفغانستان لمدة 12 شهراً، بما يمكن من مواصلة عملها حول تعزيز حقوق الإنسان وتنسيق المساعدات الإغاثية.
كما اعتمد المجلس قراراً ثانياً يطلب بإجراء تقييم مستقل حول النهج الدولي المتبع تجاه أفغانستان، فيما صاغت الإمارات واليابان قراراً يدين حظر عمل النساء الأفغانيات مع الأمم المتحدة في أفغانستان، واعتمده المجلس بالإجماع.
ويشير كبير الباحثين في منتدى اليابان للدراسات الاستراتيجية بمعهد «هدسون»، ساتارو ناجوا، إلى أن اليابان على تعمل زيادة التعاون مع الإمارات في شتى المجالات، خاصة مع التطورات المتسارعة في المنطقة والعالم، بعد جائحة فيروس كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، وما يشهده العالم من تغيرات متلاحقة. وأضاف ناجوا لـ«الاتحاد» أن التعاون المشترك بين البلدين له دور كبير جداً في صياغة حل سياسي للعديد من القضايا الإقليمية والدولية، مؤكداً أهمية العمل معاً بهدف إرساء السلام في العالم، خصوصاً في القضايا المُلحة إقليمياً، كالأزمة السودانية، أو عالمياً كالصراع الأوكراني. وأشاد الباحث الياباني بالدبلوماسية الإماراتية، مؤكداً أنها تنال إعجاب العالم.
وأشار الباحث بمعهد «هدسون» إلى أن الإمارات واليابان تتعاونان في مجال التكنولوجيا المتقدمة ونقل التقنيات، خاصة أن اليابان رائدة في هذا المجال، كما أن السوق الإماراتي يتسم بالقوة والديناميكية، بشكل كبير، ما يجعل دولة الإمارات واحدة من أقوى الدول في مجال التكنولوجيا المتقدمة.وقال ساتارو ناجوا، إن الإمارات بوابة الاتصال بين الشرق الأوسط، ونقطة التقاء للعالم أجمع، كما أنها رائدة في التعايش والتسامح، وتشكل نقطة التقاء بين ثقافتي الشرق الأوسط وآسيا، ومن ثم تنظر اليابان إلى ذلك على أنه مدخل أساسي للتعاون مع منطقة الشرق الأوسط.
وتعمل اليابان على تعزيز الاستثمارات المشتركة مع الإمارات، وتدفع الشركات اليابانية لتوسيع مشاريعها في الدولة، باعتبارها شريكاً استراتيجياً مهماً لليابان التي تحرص على أن تكون وجهة لها في قطاع التعدين، وزيادة التعاون في المجالات كافة، خاصة التكنولوجيا الحديثة للاعتماد على الطاقة النظيفة.
شراكة استراتيجية
قال الكاتب والباحث في الشؤون الآسيوية سامر خير أحمد، إن دولة الإمارات تأسست على مبادئ السلام والتسامح والوحدة، وبناء على هذه المبادئ تؤسس الدولة لعلاقاتها مع البلدان والثقافات الأخرى. ولفت إلى أنه من هذا المنطلق، تتطلع الإمارات قدماً للعمل مع اليابان لضمان أن تحقق هذه الشراكة بينهما مزيداً من الرخاء لكلا البلدين والتعاون في مواجهة التحديات العالمية الإقليمية.وأضاف، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن العلاقة بين الإمارات واليابان تمثل شراكة استراتيجية في ملفات متعددة، منها السياسية والاقتصادية والإنسانية، بشكل يدعم الحضور الدولي لكلتيهما، فضلاً عن تعزيز جهود السلام العالمي والأمن الدولي.
وأشار سامر خير إلى أن دولة الإمارات ترتقي بعلاقاتها مع الدول، خاصة الكبرى نحو الشراكة الاستراتيجية التي تخدم البشرية، وهذا يعكس رؤية الدولة لدورها ومكانتها الحالية وفي المستقبل بين دول العالم.
وقال الدبلوماسي المصري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، جمال بيومي، إن الإمارات محور للاستثمارات العالمية، وتعمل كل القوى الإقليمية والدولية على الاستفادة من موقعها ومميزاتها النوعية لزيادة التعاون معها، ومن ثم تسعى اليابان إلى تعميق أوجه التعاون مع الإمارات في ضوء ثقلها السياسي والاقتصادي إقليمياً ودولياً.
ولفت بيومي إلى أن الحضور الإماراتي القوي على الساحة الدولية، لما تتمتع به من توازن في سياساتها الحكيمة التي تعمل على ترسيخ الاستقرار والأمن العالمي، وإيجاد الحلول للقضايا الشائكة، وقد سجلت نجاحات شهد بها العالم.
وأشار الدبلوماسي المصري إلى التوافق بين الإمارات واليابان فيما يتعلق بضرورة مكافحة الإرهاب عبر دعم الجهود الإنسانية والإنمائية في الدول الفقيرة، خصوصاً في آسيا وأفريقيا، بهدف منع انتشار الجماعات الإرهابية.