الإثنين 16 يونيو 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تنظمها «التنمية الأسرية».. ملتقيات حوارية لتعزيز جودة حياة كبار المواطنين في أبوظبي

تنظمها «التنمية الأسرية».. ملتقيات حوارية لتعزيز جودة حياة كبار المواطنين في أبوظبي
10 يونيو 2025 01:07

أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت مؤسسة التنمية الأسرية، عن إطلاق سلسلة من الملتقيات الحوارية التفاعلية لعام 2025، والتي تُخصَّص هذا العام لفئة كبار المواطنين، بهدف تعزيز دورهم في صياغة مستقبل الخدمات الاجتماعية، وتمكينهم من التعبير عن احتياجاتهم وتطلعاتهم.
وقد أنجزت المؤسسة، خلال العام الماضي، 9 ملتقيات حوارية، بمشاركة 273 فرداً من مختلف الفئات المجتمعية، فيما تم خلال العام الحالي تنفيذ 7 ملتقيات حوارية من أصل 16 ملتقى يستهدف كبار السن وجلسائهم والشركاء، بمشاركة 154 منهم، في خطوة تهدف إلى ضمان تمثيل أصوات هذه الفئة الحيوية في تصميم الخدمات الاجتماعية، وفقاً لاحتياجاتهم. 
وتهدف الملتقيات الحوارية إلى تعزيز مشاركة المجتمع المحلي في عمليات التخطيط المستقبلي، واستكشاف احتياجات كبار السن من البرامج والخدمات، ومناقشة السياسات الداعمة لكبار المواطنين، بمشاركة الشركاء الاستراتيجيين، ومناقشة جاهزية الأسر للتعامل الأمثل مع احتياجاتهم النفسية والصحية والاجتماعية، بما يسهم في تصميم خدمات شاملة وعالية الجودة تلبي تطلعاتهم وتعكس التزام المؤسسة برعاية هذه الفئة المهمة من المجتمع.

وأوضح عبدالرحمن البلوشي، مدير دائرة التخطيط الاستراتيجي والتطوير المؤسسي في مؤسسة التنمية الأسرية، أنه في إطار التعديلات الجديدة في اختصاصات المؤسسة، وسعيها الدائم لتطوير الخدمات الاجتماعية لكبار المواطنين، أطلقت المؤسسة سلسلة من الملتقيات الحوارية التفاعلية لعام 2025، والتي ستركز هذا العام على هذه الفئة المهمة في المجتمع.
وأشار إلى أن هذه الملتقيات تهدف إلى تعزيز مشاركة المجتمع المحلي في عمليات التخطيط المستقبلي، واستكشاف احتياجات كبار السن من الخدمات والبرامج، بما يضمن تقديم خدمات شاملة وعالية الجودة، عملاً برؤية وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، حيث توجه باستمرار إلى توفير بيئة داعمة وفاعلة لكبار المواطنين، وتعزيز دورهم في المجتمع، بما يحفظ كرامتهم ويضمن استمرارية عطائهم.
وأكد البلوشي أن هذه الملتقيات تُعد منصة حيوية، لتعزيز التواصل المباشر مع الفئات المجتمعية المستهدفة، حيث تسهم في بناء فهم أعمق لتحدياتهم وتطلعاتهم، وتُوفر فرصة لتبادل الأفكار والمقترحات، بما يدعم عملية اتخاذ القرار المبني على الأدلة، حيث يُسهم هذا النهج التشاركي في تطوير السياسات والبرامج الاجتماعية بشكل يتماشى مع الاحتياجات الواقعية للمجتمع المحلي، ويعكس التزام المؤسسة بنهج الابتكار والتكامل في تقديم خدماتها.
وأوضح أن المؤسسة اعتمدت أسلوب مجموعات التركيز، كأداة منهجية لجمع البيانات النوعية من المشاركين، حيث تم تنظيم جلسات نقاشية، مشيراً إلى أن كل جلسة تضمنت تعريف المشاركين بأهداف ومحاور الملتقى، ثم توزيعهم إلى مجموعات صغيرة يقود كل منها موظف مختص، لمناقشة الأسئلة المطروحة وفق منهجية علمية دقيقة، كما تم توثيق الإجابات وتحليلها باستخدام نظام Mentimeter لعرض النتائج بشكل فوري، مما أتاح تفاعلاً مباشراً وشفافاً مع الحضور، وأسهم في إثراء مخرجات الملتقى.
وتابع: أن المؤسسة اعتمدت منهجية متكاملة شملت التحليل النوعي للإجابات المفتوحة، إلى جانب استخدام أدوات تحليل البيانات لحساب النسب والمتوسطات للأسئلة المغلقة، وذلك لضمان دقة المخرجات وموثوقيتها، لافتاً إلى أن سلسلة الملتقيات الحوارية استُهلت بالملتقى الأول الذي عُقد في مركز المرفأ خلال شهر فبراير الماضي تحت عنوان «تقييم احتياجات كبار المواطنين»، بمشاركة 23 شخصاً من كبار المواطنين وجلسائهم، حيث شهد اللقاء تفاعلاً مثمراً، إذ ناقش المشاركون واقع الخدمات المقدمة والمقترحة، وعبروا عن آرائهم وتصوراتهم بكل شفافية، في إطار بيئة حوارية شجعت على تبادل الخبرات وطرح المبادرات.

منهجية متكاملة 
وقالت منيرة ماجد آل علي، مديرة إدارة الدراسات والبحوث في مؤسسة التنمية الأسرية : في إطار سعي إدارة الدراسات والبحوث في المؤسسة لتعزيز فعالية الرصد الاجتماعي وفهم التحولات المجتمعية، اعتمدت على منهجية متكاملة تجمع بين المصادر الكمية والنوعية، وتأتي الملتقيات الحوارية في مقدمة الأدوات النوعية التي توظفها المؤسسة لاستخلاص تصورات المجتمع وآرائه حول القضايا الاجتماعية ذات الأولوية.
وتابع : تُعد هذه الجلسات الحوارية المنظمة، وسيلة تفاعلية فعّالة لفتح قنوات التواصل المباشر مع أفراد المجتمع وأصحاب العلاقة، مما يتيح الوصول إلى فهم أعمق ودقيق للواقع الاجتماعي من زوايا مختلفة، ويسهم في توجيه الخدمات بصورة أكثر استجابة للاحتياجات الفعلية.
وأضافت : إلى جانب الملتقيات، تعتمد المؤسسة كذلك على بيانات السجلات الرسمية، ونظام الراصد الاجتماعي الرقمي، ونتائج خدماتها المختلفة، إضافة إلى مخرجات الدراسات الميدانية والبحوث الاجتماعية، لتوفير صورة شاملة وموثوقة لمجريات الشأن الاجتماعي.

صوت المجتمع 
وتؤكد مؤسسة التنمية الأسرية أن الاستماع إلى صوت المجتمع ليس مجرد خطوة إجرائية، بل ركيزة أساسية في بناء السياسات المبنية على الأدلة والواقع.
وأفادت، أن الملتقى تناول مجموعة من المحاور الرئيسة، التي تمحورت حول التعرف على تطلعات كبار المواطنين من خدمات المركز، وتحديد أولوياتهم الخدمية في المنطقة، إلى جانب تقييم فعالية الخدمات الحالية وقياس أثرها على جودة حياتهم، كما شملت النقاشات استكشاف الاحتياجات المكانية داخل المركز، وقياس مدى فعالية قنوات التواصل مع المؤسسة، إضافة إلى استشراف توقعاتهم المستقبلية من الخدمات التي يقدمها المركز، وذلك بهدف تطوير منظومة الخدمات، بما يلبي تطلعاتهم ويرتقي بجودة تجربتهم
وأشادت بالمناقشات التي شهدها الملتقى الحواري، والتي أسفرت عن عدد من النتائج المهمة، أبرزها تحديد احتياجات كبار المواطنين من مركز المرفأ، حيث عبر المشاركون عن رغبتهم في تطوير المرافق وإضافة خدمات ترفيهية مثل المسبح، والنادي الرياضي، والمجلس، إلى جانب تنظيم أنشطة اجتماعية كالرحلات والمسابقات، كما تم تحديد أولوياتهم الخدمية، والتي جاءت في مقدمتها خدمات المنتدى الصحي، تليها خدمات المنتدى الاجتماعي ومنتدى سعادتي، حيث أكدت الغالبية ملاءمة الخدمات المقدمة لاحتياجات كبار المواطنين، مشيرين إلى تأثيرها الإيجابي في حياتهم الصحية والنفسية والاجتماعية، لافتة المؤسسة إلى أن المشاركين بينوا أهمية تعزيز المرافق الداعمة مثل مركز للعلاج الطبيعي، في حين أظهرت النتائج أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت الأكثر فاعلية في التواصل مع المؤسسة، مقارنة بوسائل أخرى كالموقع الإلكتروني أو الاتصال الهاتفي.

تطوير الخدمات 
أكملت المؤسسة: أنه على ضوء نتائج الملتقى، فقد أوصى الباحثون مؤسسة التنمية الأسرية بأهمية الاستمرار في تنظيم الملتقيات الحوارية، باعتبارها وسيلة فاعلة لتعزيز التواصل بين مؤسسة التنمية الأسرية والمجتمع، بما يسهم في تطوير الخدمات ومواءمتها مع احتياجات كبار المواطنين، مؤكدين أهمية التركيز على الخدمات الأكثر أولوية، خاصة تلك المقدمة عبر منتدى صحتي والمنتدى الاجتماعي، وضمان تلبيتها لتطلعات المستفيدين.
وأوصوا بدراسة المقترحات فيما يتعلق بتحسين المرافق، وتوفير خدمات جديدة تتماشى مع رغبات كبار المواطنين. 

ركيزة أساسية 
وتؤكد مؤسسة التنمية الأسرية أن هذه المبادرات، تندرج ضمن رؤيتها الاستراتيجية الهادفة إلى تقديم خدمات أكثر شمولاً وتأثيراً، بما يضمن لكبار المواطنين حياة كريمة ومستدامة، كما تحرص على دعم هذه الفئة بوصفها ركيزة أساسية في المجتمع، تستحق التقدير والرعاية، من خلال تبني سياسات وبرامج تعزز جودة حياتهم، وتُعبر عن امتنان المجتمع لمساهماتهم المستمرة عبر مختلف المراحل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©