آمنة الكتبي (دبي)
أعلن المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، أن القمر الاصطناعي العربي المشترك «813» اجتاز بنجاح اختبار «الفراغ الحراري»، الذي يعد من المراحل الحيوية في تأهيل الأقمار الاصطناعية للعمل في بيئة الفضاء القاسية، ليشكل هذا الإنجاز خطوة متقدمة نحو استعداد القمر لمرحلة الإطلاق النهائي، والمتوقعة في الربع الأخير من العام الجاري.
وأفاد فريق المشروع بأن نسبة إنجاز القمر الاصطناعي العربي تجاوزت 70%، حيث تم الانتهاء من عملية التجميع، وهو حالياً في مرحلة الاختبارات ضمن مرافق المركز المتخصصة والمزودة بغرف نظيفة وأجهزة اختبار التوافق المغناطيسي والراديوي، بالإضافة إلى أجهزة محاكاة البيئة الفراغية والحرارية، ومحاكاة اهتزاز مركبة الإطلاق، ويعتبر «813» أول مشروع فضائي عربي مشترك تنفّذه دولة الإمارات، بالشراكة مع 11 دولة عربية، تحت مظلة «المجموعة العربية للتعاون الفضائي».
وتم تصميم القمر لمهام مراقبة الأرض باستخدام تقنية التصوير الطيفي المتعدد (هايبرسبكترال)، بهدف دعم جهود التنمية البيئية والزراعية، والتخطيط العمراني، ومواجهة التصحر وتلوث التربة، ويضم الفريق الهندسي للمشروع 32 مهندساً وباحثاً، من بينهم 22 إماراتياً، إلى جانب 10 مهندسين وباحثين من 8 دول عربية منها: السعودية، البحرين، مصر، الأردن، ولبنان، مما يعكس روح التعاون العربي في مجال علوم الفضاء.
وسيعمل القمر «813» على رصد بيانات تفصيلية حول الغطاء النباتي، وأنواع التربة، والمعادن، ومصادر المياه، إلى جانب قياس الغازات الدفيئة، والتلوث، والغبار في الهواء. ومن المقرر أن يستقر في مدار قطبي بارتفاع يبلغ 600 كيلومتر، حيث سيرسل بياناته إلى محطة أرضية رئيسية في دولة الإمارات، بالإضافة إلى محطات استقبال فرعية في عدد من الدول العربية، لتستفيد منها المؤسسات البيئية والزراعية وبلديات المدن.
دعم الجهود الوطنية
كما أن القمر سيلعب دوراً حيوياً في دعم الجهود الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة، إذ سيكون قادراً عندما يدخل مرحلة التشغيل على توفير بيانات دقيقة حول المسطحات المائية والسواحل، معززاً إدارة الموارد المائية وحماية البيئة البحرية؛ وكذلك مراقبة النفايات البحرية، وتحديد مصادرها، وتحليل تأثيرها، خصوصاً أن هذه المعلومات تساعد متخذي القرار لتطوير استراتيجيات، وقوانين تدعم الحد من التلوث البحري.
وجرى تجميع القمر ضمن المرافق المتطورة في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، والذي يعد أول مركز بحث فضائي على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما سيراقب بعد عملية الإطلاق في المركز، والذي يضم 3 محطات أرضية، ستوفر مختلف البيانات العلمية لمختلف الدول العربية المشاركة في المشروع.