يوسف العربي (أبوظبي)
ينمو سوق تحويل النفايات إلى طاقة في الإمارات العربية المتحدة بمعدل نمو سنوي مركب يزيد على 10% خلال الفترة من 2023-2028، حسب التقرير الصادر عن مؤسسة «MarkNtel Advisors» للبحوث والدراسات.
وعزا التقرير توسع السوق إلى زيادة رقعة المباني الحضرية والتصنيع والسياحة، جنباً إلى جنب مع زيادة استهلاك الطاقة في المنطقة.
وأكد التقرير أن تركيز دولة الإمارات العربية المتحدة على الحد من انبعاثات الكربون وإنتاج المزيد من الطاقة المتجددة، أدى لتقليل اعتمادها على النفط والغاز الطبيعي وتوسيع الصناعة بشكل أكبر.
وقال: إن المبادرات الحكومية الهادفة إلى نشر الإدارة السليمة للنفايات والاستفادة منها، والتوعية بالإنتاج المستدام للكهرباء التي يغذيها هدف دولة الإمارات المتمثل في تحقيق انبعاثات كربونية صفرية في العقود المقبلة، انعكست بشكل كبير على زيادة استخدام النفايات لتوليد الطاقة.
وتحويل النفايات إلى طاقة (WTE)، هي عملية توليد الطاقة على شكل كهرباء أو حرارة من خلال احتراق النفايات الصلبة، وتوفر هذه العملية فائدتين رئيستين، أولاهما الإدارة المستدامة للنفايات والتخلص منها، بالإضافة إلى توليد الطاقة النظيفة، وتستثمر العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم بشكل كبير في مصادر الطاقة المتجددة لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري والحد من انبعاثات الكربون المتزايدة
ولفت التقرير إلى أنه علاوة على ذلك، فإن فوائد محطات تحويل النفايات إلى طاقة، بما في ذلك توليد الطاقة النظيفة وإعادة تدوير المعادن بكفاءة والاستهلاك، تأتي جنباً إلى جنب مع تقليل متطلبات مواقع دفن النفايات، ما يشكل بعض العوامل البارزة التي تسرع نمو السوق في التوقعات لسنين.
ديناميات السوق
ونوه التقرير بأن استخدام الحجم الهائل من النفايات لإنشاء مصادر طاقة بديلة يؤدي إلى دفع الصناعة إلى النمو، بالإضافة إلى ذلك أدى الانخفاض الكبير في قيمة التوسع الإضافي لمدافن النفايات في جميع أنحاء المنطقة إلى زيادة سرعة ارتفاع السوق؛ نظراً لأن محطة تحويل النفايات إلى طاقة توفر الاستفادة من النفايات التي كانت ستذهب بخلاف ذلك إلى مدافن النفايات، وتزيد من إلحاق الضرر بالنظام البيئي، وأدى ذلك إلى التثبيت السريع لمثل هذه المحطات في المراكز والمدن الرئيسية لتوفير الطاقة، والحفاظ على دورة إنتاج النفايات وإدارتها، ودفع التوسع في النفايات إلى صناعة الطاقة.
فرص النمو
وقال التقرير، إن مبادرة الحد من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050 في الإمارات العربية المتحدة تحفز المشاركين في السوق والحكومة على إنشاء المزيد من الموارد المتجددة والمستدامة ومصادر الطاقة وعلى المنوال نفسه، فإن مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة في المنطقة تؤدي لنشر إدارة أفضل للنفايات، وإنتاج الكهرباء والطاقة المستدامة من الموارد المتجددة ستساهم في مبادرة صافي انبعاثات الكربون 2050.
وأضاف أن هذه التطورات جذبت اللاعبين الرئيسيين لإنشاء فروع في المنطقة، وعلى سبيل المثال أعلنت بلدية دبي سبتمبر الماضي أن 85% من مركز دبي لإدارة النفايات (DWMC)، أكبر مشروع لتحويل النفايات إلى طاقة في العالم اكتمل.
ونوه بأن استخدام هذه التكنولوجيا يؤدي إلى تقليل استخدام مكب النفايات وتوليد طاقة منخفضة الكربون، والتي تنتقل إلى فرصة للمشاركين في السوق لاستخدام الاستثمارات في التكنولوجيا الخضراء، جنباً إلى جنب مع طرق بديلة لتقليل الاعتماد على النفط أو الغاز الطبيعي لإنتاج الطاقة.
تجزئة السوق
وتتنوع النفايات وفق التقرير إلى ثلاث فئات، هي: النفايات البلدية والمخلفات الزراعية والنفايات الأخرى والتي تتضمن «نفايات العمليات، نفايات طبية.. إلخ».
ولفت إلى أنه من بين كل ذلك، من المتوقع أن تستحوذ النفايات البلدية على الحصة الأكبر من نفايات الإمارات في سوق الطاقة خلال الفترة من 2023-2028؛ نظراً للتوسع في المساكن والمكاتب والمتاجر والمحال التجارية والمدارس والفنادق، وغيرها من المناطق.
وأكد التقرير أن إنتاج الكهرباء عن طريق حرق النفايات الصلبة والقمامة لإنتاج البخار الذي يتم تحويله بعد ذلك إلى كهرباء، أثبت أنه خطوة مبتكرة لتأمين مصدر للطاقة، وتقليل الاعتماد على النفط الطبيعي أو الوقود الأحفوري.