خبراء: الذكاء الاصطناعي يغيّر مستقبل القطاع المالي

حسام عبدالنبي (دبي) 
أكد خبراء في القطاع المالي أن تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل القطاع المالي هائل، حيث يتعين على أي قطاع أو مؤسسة مواكبة تطوراته المتسارعة. 
وقالوا إن الذكاء الاصطناعي يعمل على تطوير القطاع المالي، من خلال زيادة سرعة الخدمات المالية ودقتها وكفاءتها، حيث تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء حلول مبتكرة تعمل على تحسين تجارب العملاء، وخفض التكاليف، وتالياً دفع عجلة النمو.
وأشاروا إلى أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي بلغ نحو 86.9 مليار دولار أميركي في عام 2022، ومن المتوقع أن يدر نحو 407 مليار دولار بحلول نهاية عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 36.2% تقريباً بين عامي 2022 و2027، لافتين إلى أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرات لا يمكن تجاهلها في زيادة الإنتاجية مع مرور الوقت. 

تأثير هائل
تفصيلاً، قالت الدكتورة يلينا جانجوسيفيتش، رئيس AEF والتعليم التنفيذي، كلية إدنبرة للأعمال، جامعة هيريوت وات دبي، إن تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل المدفوعات الرقمية هائل، وأي قطاع أو مؤسسة غير قادرة على مواكبة التطورات السريعة ستعاني بشكل كبير. 
وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي يقلص من الوقت المستغرق لتنفيذ المدفوعات، كما يمكنه إدارة كميات هائلة من البيانات، ويضمن استيفاء جميع لوائح الامتثال الضرورية، مشيرة إلى أنه وفقاً لتقرير Marketsandmarkets، فقد بلغ حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي نحو 86.9 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يدر نحو 407 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 36.2% تقريباً بين عامي 2022 و2027.
وأكدت جانجوسيفيتش، أن الذكاء الاصطناعي يعمل على تطوير القطاع المالي من خلال زيادة سرعة الخدمات المالية ودقتها وكفاءتها، حيث تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء حلول مبتكرة تعمل على تحسين تجارب العملاء، وخفض التكاليف، وتالياً دفع عجلة النمو، لافتة إلى أنه وفقاً لـ «موردور إنتليجنس»، يقدر سوق التكنولوجيا المالية في الإمارات بنحو 39.3 مليار دولار أميركي (من حيث قيمة المعاملات) في العام الحالي، ومن المتوقع أن يسجل معدل نمو سنوي مركب يزيد على 15% خلال فترة التوقعات لاسيما وأن قطاع التجزئة استثمر في ثورة الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر من أي استثمار آخر، حيث بلغت قيمة الذكاء الاصطناعي في صناعة التجزئة 1.80 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 10.90 مليار دولار بحلول عام 2026، وهذا معدل نمو سنوي مركب (CAGR) مذهل بنسبة 35%.

أخبار ذات صلة

تعليمات وإرشادات أساسية يجب الالتزام بها خلال سير العملية الانتخابية

تنبيه من سفارة الإمارات في بانكوك

اكتشاف الاحتيال
وذكرت جانجوسيفيتش، أنه يمكن للخوارزميات، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، تحليل كميات هائلة من بيانات المعاملات في الوقت الفعلي، ما يتيح فرصة أكبر لاكتشاف أكثر دقة لمحاولات الاحتيال. 
وقالت إنه نتيجة لذلك، يمكن لخوارزميات التعلم الآلي تحديد الأنماط والأنشطة الغريبة، والإبلاغ عن المعاملات المشبوهة وتقليل مخاطر المدفوعات الاحتيالية، بالإضافة إلى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي تقييم مستويات المخاطر المرتبطة بالمدفوعات الرقمية، مدللة على ذلك بأنه يمكن لمزود الدفع استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحليل سجل معاملات العميل ودرجة الائتمان ونقاط البيانات الأخرى لتحديد احتمالية التخلف عن السداد أو الاحتيال، فضلاً عن أنه من خلال الاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي مثل التعرف على الوجه والمصادقة الثنائية، يمكن للشركات توفير تجربة دفع آمنة لعملائها.
وأفادت جانجوسيفيتش، بأنه يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تبسيط معالجة المدفوعات عن طريق أتمتة المهام المتكررة، وتقليل الأخطاء، والسماح للعاملين في القطاع بالتركيز على المزيد من المهام الاستراتيجية. وأضافت أنه من خلال أتمتة المهام، مثل إدخال البيانات والتسوية وإعداد التقارير، يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي توفير الوقت وتحسين الكفاءة لكبار التجار والمشترين، منوهة بأنه يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات المعاملات وسلوك العملاء واتجاهات السوق لتكوين رؤى وتوقعات، بحيث يمكن أن تساعد هذه المعلومات الشركات في اتخاذ قرارات تعتمد على البيانات، وتحسين استراتيجيات التسعير، وتحديد فرص السوق الجديدة، وتحسين التخطيط المالي العام، ومبينة في الوقت ذاته أنه يمكن على سبيل المثال لنظام الذكاء الاصطناعي تحليل أنماط إنفاق العملاء للتنبؤ بسلوك الشراء المستقبلي، ومساعدة الشركات على إطلاق حملات تسويقية مستهدفة.

حلول حديثة
من جانبها، قالت آمنة أجمل، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون تطوير الأسواق في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا لدى «ماستركارد»، إن الذكاء الاصطناعي أصبح مكوّناً رئيساً لبناء حلول حديثة تستخدم البيانات لتحقيق قيمة عالية للمستخدم النهائي، مشيرة إلى أن وتيرة تطبيق تحليلات البيانات الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتسارع بشكل لافت، لتحدث تغييرات كبيرة في عمليات الشركات والقطاعات الصناعية.

وأكدت أجمل أنه، بحسب تقرير نشرته شركة الاستشارات «بي دبليو سي» (PwC)، من المتوقع أن ترتفع مساهمات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي لتصل إلى ما يقرب من 16 تريليون دولار بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن تحصل منطقة الشرق الأوسط على حوالي 2% من هذه الفوائد، بما يعادل 320 مليار دولار.
زيادة الإنتاجية
من جهته، أكد ستين جاكوبسن، الرئيس التنفيذي لشؤون الاستثمار لدى "ساكسو بنك"، أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرات لا يمكن تجاهلها في زيادة الإنتاجية مع مرور الوقت.
 وقال إن "ساكسو بنك" ناقش عبر تقرير خاص الأثر الحالي لموضوع الذكاء الاصطناعي على الأسواق حول العالم، حيث تؤثر التقنيات الجديدة إيجاباً وسلباً على المجتمع، وهذا لا يختلف عن الذكاء الاصطناعي الذي اجتاح العالم خلال الأشهر الماضية، محذراً من أن تخصيص الأسواق الكثير من الجهود لاختيار أفضل حلول الذكاء الاصطناعي، قد يؤدي إلى إغفال الكثير من المكاسب المستقبلية التي يمكن تحقيقها على المدى الطويل.

مواكبة المستقبل
بدورها، قالت نجلاء المدفع، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع»، إن الذكاء الاصطناعي يؤثر بشكل جوهري على مختلف الصناعات والأعمال، خاصة أن استخدامه بات ضرورة لمواكبة المستقبل، مؤكدة أن التزام المركز بتمكين منظومة ريادة الأعمال في الإمارة من استخدام الذكاء الاصطناعي وتوظيفه، حيث أسهمت الشراكة مع مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي التابع لمكتب الذكاء الاصطناعي بتوفير خريطة طريق للنجاح تتضمن المعرفة والمهارات اللازمة لإطلاق وتطوير مشاريع قائمة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.