شريف عادل (واشنطن)
بعد أشهر عدة من الثبات، وفي منتصف الصيف الذي يهوى الأميركيون فيه السفر بسياراتهم بطول البلاد وعرضها، عادت أسعار الوقود مرة أخرى للارتفاع، بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط العالمية، ليبدأ المواطن الأميركي الشعور بالألم عند محطات الوقود، بينما يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لإطلاق حملة انتخابه لفترة رئاسية ثانية. وارتفع متوسط السعر الوطني للبنزين، أي على مستوى الولايات الأميركية كافة، الأسبوع الماضي بمقدار 0.13 دولار للغالون، وارتفع أكثر من ذلك في ولاية كاليفورنيا، وفقًا للرابطة الأميركية للسيارات AAA، إذ وصل سعر الغالون من أقل درجات الجودة (العادي) إلى 3.71 دولار للغالون، بزيادة قدرها 0.04 دولار عن الأسبوع الماضي.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، يوم الخميس، 80 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ أبريل، كما سجلت أسعار النفط الخام بنهاية تعاملات الجمعة أسبوعها الخامس على التوالي من الارتفاعات.
وتمثل أسعار وقود السيارات أهمية كبيرة للأميركيين، كونها أقرب ما يمس جيوب المواطنين في فترات ارتفاع التضخم، ما جعل أغلب الرؤساء يولونها اهتماماً شديداً، خاصة في فترات الاستعداد للانتخابات الرئاسية. وقبيل نهاية العام الماضي، هدد بايدن رؤساء شركات النفط الكبرى بفرض ضرائب استثنائية على أرباحها، لو استمرت في بيع الوقود بأسعار مرتفعة.
وقال آندي ليبو، من شركة «ليبو أويل أسوسياتس» في رسالة عبر البريد الإلكتروني إن أسعار النفط الخام ارتفعت بمقدار 10 دولارات للبرميل عن الشهر الماضي، بما يعادل زيادة بنسبة 25% للغالون الواحد في تكاليف المواد الخام للبنزين.
وقالت جنيفر ليبو إن أكبر منتجي النفط في العالم قد خفضوا من إنتاجهم، إلا أنها أوضحت أن بعض الدول من أعضاء أوبك لم تلتزم بالتخفيضات. وتوقعت ليبو أن يتم خفض الإنتاج في أغسطس بكمية كبيرة، ربما تقترب من 3.3 مليون برميل يومياً.
وبحسب جنيفر، فقد أثرت الحرارة الشديدة في بعض مناطق الولايات المتحدة أيضاً على مصافي التكرير، ما أجبرها على خفض معدلات إنتاجها من البنزين والديزل. وقد تتراجع تلك المعدلات أكثر إذا تعرضت الولايات المتحدة لإعصار كبير هذا الموسم.
وانخفضت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بنسبة 4% عن الفترة نفسها من العام الماضي، ما يهدد بمزيد من الارتفاع في الأسعار. ويتوقع ليبو ارتفاع متوسط السعر الوطني بمقدار 5 إلى 10 سنتات أخرى للغالون الواحد على المدى القريب.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الوقود في الأسابيع الأخيرة، فإنها لا تزال أقل مما كانت عليه الصيف الماضي، حيث كان المتوسط الوطني للبنزين قبل عام بالضبط 4.30 دولار للغالون، أو 0.59 دولاراً أعلى مما هو عليه اليوم.
وتجاوزت العقود الآجلة لغرب تكساس الوسيط 120 دولاراً للبرميل في يونيو من العام الماضي، في وقت كان معدل التضخم في الولايات المتحدة يسجل فيه مستويات غير مشهودة في أربعة عقود.
وساعد انخفاض أسعار الطاقة هذا العام على خفض مؤشر أسعار المستهلكين، كما كان انخفاض أسعار الوقود في وقت سابق من هذا الصيف أحد العوامل المساعدة على تباطؤ التضخم في يونيو إلى 3%.