الأربعاء 12 نوفمبر 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الذكاء الاصطناعي

ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون

التنكس البقعي من أبرز أسباب فقدان البصر مع التقدم في العمر - أرشيفية
7 أغسطس 2025 23:45

حصلت شركة "deepeye Medical GmbH" الألمانية المتخصصة في التقنيات الصحية على موافقة الجهات التنظيمية الأوروبية لاستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي تساعد أطباء العيون في علاج التنكس البقعي "الرطب" المرتبط بالتقدم في العمر (nAMD).
وتُعد أداتها (deepeye TPS) "دعم تخطيط العلاج" أول أداة تنبؤية تُعتمد سريرياً لإدارة علاجات أمراض العيون في الدول الغربية.
وقال الدكتور آدم دوبس، الباحث في مركز "John A. Moran" لطب العيون والمشارك في تأسيس الشركة: "يمثل هذا تطوراً مهماً في الجهود العالمية لتوفير البيانات للأطباء بطريقة أخلاقية تُسهم في توجيه العلاج وتحسين جودة الرعاية"، مضيفاً أنه يعمل على اختبار الأداة في عيادات المركز هذا العام، تمهيداً للحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

- اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة لأبحاث الأمراض النادرة

علاج مخصص
يُعد التنكس البقعي من أبرز أسباب فقدان البصر بعد سن 55، ويتميز الشكل "الرطب" منه بنمو غير طبيعي للأوعية الدموية داخل العين، ما قد يؤدي إلى تلف الشبكية. ويُعالج بحقن أدوية تُبطئ هذا النمو، مع متابعة الحالة باستخدام التصوير الشبكي.
وتختلف الاستجابة للعلاج من مريض لآخر، ما يتطلب خططاً مخصصة. فالمواعيد المتباعدة قد تؤدي إلى فقدان البصر، بينما الإفراط في الزيارات قد يثني المرضى عن الاستمرار.
ولتطوير أداة "deepeye TPS"، حلل دوبس وفريقه آلاف صور الشبكية وسجلات المرضى لتحديد أنماط تطور المرض.
وتساعد الخوارزمية الأطباء في اتخاذ قرارين رئيسيين:
- هل يحتاج المريض إلى تقديم موعد الحقن المقبل أم يمكن تأجيله؟
- كم عدد الجرعات المتوقعة خلال العام؟
ويؤكد دوبس أن الهدف هو الحفاظ على بصر المرضى وتقليل زيارات العيادة غير الضرورية، إضافة إلى دعم الأطباء في اتخاذ القرار، وتحسين سير العمل، وتوعية المرضى أو تبرير تغيير العلاج.

- انظر أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة الخلايا السرطانية

نتائج التجارب
بحسب موقع "ميديكال إكسبريس"، خضعت الأداة لاختبارات سريرية شملت أكثر من 300 مريض في أكثر من 2000 زيارة ضمن مجموعة دولية.
واعتمد الأطباء في البداية على الصور فقط لاتخاذ قراراتهم، ثم قارنوها بتوصيات الأداة لتقييم مدى التطابق، وأسباب الاختلاف عند حدوثه.
وفي التجربة التي أُجريت بعيادة جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ، وافق الأطباء على تعديلات الأداة في 56% من الحالات التي اختلفت فيها قراراتهم معها.
وترى الدكتورة إيلين هوانغ، الباحثة في مركز موران والمتخصصة في جراحة الشبكية، أن الأداة تحمل إمكانات لتحسين دقة العلاج، خاصة في تحديد الفواصل الزمنية بين الحقن بشكل أسرع وأكثر أماناً.
لكنها تحذر من اعتبار الذكاء الاصطناعي حلاً سحرياً، قائلة: "لا شيء يصل إلى دقة 100%، فالذكاء الاصطناعي يقدم تنبؤات قد تخطئ، تماماً كما يحدث مع القرارات البشرية".

- طالع أيضاً: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء؟.. رئيس "ChatGPT" يجيب

مبادرات أخرى
تشكل الأداة جزءاً من مشاريع يقودها الدكتور دوبس، الخبير في تحليل الصور والبيانات، والذي انضم إلى مركز موران عام 2024 ويقدّم استشارات دولية في سياسات وتقنيات الصحة.
وأسس دوبس قاعدة بيانات "PHIAT"، وهي منصة ذكاء اصطناعي تحافظ على خصوصية المرضى من خلال إزالة بياناتهم التعريفية، وتتيح للباحثين دراسة أمراض العيون، كتوقع مخاطر اعتلال الشبكية السكري أو تحديد توقيت تغيير العلاج.
ويشدد على أهمية جمع البيانات بشكل أخلاقي، مع حماية صارمة للخصوصية، مشيراً إلى أن PHIAT تتميز عن غيرها بمرونتها وسعة نطاقها البحثي.

- اقرأ أيضاً: أداة ذكاء اصطناعي جديدة لتشخيص ورعاية فشل القلب

الاستثمار في المستقبل
أعرب الدكتور راندال أولسون، الرئيس التنفيذي لمركز موران، عن دعمه لتعزيز دور البيانات والذكاء الاصطناعي في تطوير طب العيون.
وأشار إلى أن مركز هانتسمان للسرطان يحتضن قاعدة بيانات سكان يوتا، من بين الأغنى عالمياً، وتضم معلومات عن أكثر من 11 مليون شخص تُستخدم في أبحاث الجينات والصحة العامة.
وأكد أولسون أن طب العيون يعتمد بشكل كبير على التصوير، ومع تطور تقنياته في العقد الأخير، بات الذكاء الاصطناعي أداة واعدة لربط صور العين بتطور المرض وتوجيه العلاج، قائلاً: "هذا هو المستقبل، ونحن نستثمر فيه بجدية".

أمجد الأمين (أبوظبي)

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©