عمرو عبيد (القاهرة)
تتحكم الكثير من العوامل في تحديد القيمة التسويقية الخاصة باللاعبين، بينها السن وقيمة الفريق والمستوى الفني للنجم وأموال انتقالاته وحصاده وتأثيره المباشر، بالإضافة إلى غيرها من الأمور الجانبية داخل وخارج ملاعب الكرة، لكن أحياناً يبدو ارتفاع أو انخفاض «الأرقام التسويقية» لبعض اللاعبين مبالغاً فيه ولا يُعبر عن «القيمة الحقيقية» للاعب.
ولعل المقارنة بين محمد صلاح وكريم بنزيمة في هذا الصدد تصلح كمثال بارز، خاصة بعد المواجهة الأخيرة التي جمعتهما في دور الـ16 من «الشامبيونزليج» وبدا الفارق هائلاً.
وشهدت القيمة التسويقية لكلا النجمين انخفاضاً واضحاً في الآونة الأخيرة، حيث خرج صلاح من قائمة «توب 20» بعدما تراجعت قيمته إلى 80 مليون يورو حالياً في عمر 30 عاماً، وفقد «الفرعون» المصري 70 مليوناً من قيمته السوقية بداية من عام 2020 في عمر الـ27، إذ كانت تبلغ 150 مليون يورو نهاية 2019، رغم حصده ألقاب «البريميرليج» والسوبر الأوروبي ومونديال الأندية خلال تلك الفترة واستمراره في المنافسة على ألقاب الهداف في الدوري الإنجليزي وفوزه بـ«الحذاء الذهبي» بموسم 2021-2022.
ومع ذلك ورغم حصوله على عقد «ضخم» للتجديد مع ليفربول، إلا أن الأمور تبدو منطقية حالياً بالنسبة له في ظل حالة التراجع التي يمر بها فردياً وجماعياً في الموسم الحالي، لكنها تظهر «غريبة» مقارنة بوضع الفرنسي بنزيمة على سبيل المثال.
يملك كريم قيمة تسويقية تبلغ 35 مليون يورو، أي أنه لم يصل إلى نصف قيمة «الملك المصري»، وبالتأكيد يؤثر عامل السن في هذا التقييم، لكنه يبدو مبالغاً فيه بشدة وغير واقعي حتى لو بلغ بنزيمة 35 عاماً، لأنه صاحب الكرة الذهبية في 2022 باستحقاق كامل بعدما قاد ريال مدريد إلى التتويج بألقاب «الليجا» مرتين والسوبر الإسباني ودوري الأبطال والسوبر الأوروبيين، بجانب كأس العالم للأندية الأخيرة في نفس فترة المقارنة، والأكثر غرابة أنه حصد جوائز الهداف في جميع البطولات، باستثناء «مونديال الأندية».
وإذا كان كريم فقد نصف قيمته تقريباً خلال 6 سنوات ماضية، فإنها ارتقت قليلاً خلال العامين الماضين بفارق إيجابي لم يتجاوز 10 ملايين يورو، وهو ما كان يجب أن يرتفع أكثر بسبب إنجازاته الجماعية والفردية التي تفوق فيها على كثير من نجوم العالم.
وباستثناء قيمة الفرنسي مبابي والنرويجي هالاند والبرازيلي فينيسيوس، الثلاثي الأعلى في القائمة العالمية بـ180 و170 و120 مليون يورو على ترتيبهم، يُمكن الاختلاف كثيراً حول بعض الأسماء اللاحقة في تلك القائمة، لأن الثلاثي يقدم مستويات رائعة فنياً وفردياً، بجانب حصد جونيور الألقاب مع «العملاق المدريدي»، لكن الفارق بينه وبين بنزيمة يبدو كبيراً جداً ربما بسبب عامل السن، إذ يبلغ فينيسيوس 22 عاماً، وكلاهما يتصدر قائمة هدافي «الملكي» في الموسم الجاري، علماً بأن تفوق كريم كان واضحاً في المواسم السابقة.
فمثلاً، تبلغ قيمة الأرجنتيني «الأسطوري» ميسي 50 مليون يورو في المرتبة 103 بعمر 35 عاماً، لكن الغريب أن حارس ليفربول أليسون وزميله فان دايك يملكان نفس القيمة، مثلما هو الحال مع كاسيميرو نجم مانشستر يونايتد حالياً، بل يسبقه لوكاكو البلجيكي والبرازيلي فابينيو بـ55 مليوناً، مقابل 60 مليوناً لساديو ماني وعثمان ديمبيلي، و70 لهيونج مين سون ومثلها لرحيم ستيرلينج.
وعند مقارنة حصاد «البرغوث» وأرقامه الفردية خلال الموسم الحالي، بتسجيل وصناعة 30 هدفاً مع سان جيرمان، نجد أنه يتفوق على أغلب تلك الأسماء حتى لو سبقته في العمر بفارق سنوات معدودة، وعلى ذكر نجم توتنهام الكوري، سون، فإن قيمته التسويقية مع زميله الإنجليزي هاري كين تبدو غير منطقية، حيث يبلغ الأخير 90 مليوناً في المرتبة 12، بفارق 10 ملايين عن محمد صلاح الذي يسبق سون بنفس الرقم.
وإذا وضعنا في الاعتبار أن فارق العمر ليس كبيراً وميل الإنجازات الجماعية والفردية لمصلحة النجم المصري، تظهر مسألة القيمة التسويقية مثيرة لكثير من الجدل، والأمثلة أكثر ومتنوعة عالمياً!