تامر عبد الحميد (أبوظبي)
تختتم اليوم الدورة الثانية من مهرجان التراث البحري الذي استمرت فعالياته على مدار 10 أيام على كورنيش العاصمة بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وسط عروض درامية تؤديها فرق الفنون الشعبية. وتستعرض حكايات مرتبطة بأهل البحر قديماً، وتسافر بالزوار عبر تفاصيل تستحضر حياة الأجداد، حيث كانت الشواطئ تزخر بالقصص المحملة بالمشاعر، وتتغنى بالإنجازات اليومية، وتحتفي بجانب مهم من حقبة تاريخية شهدت كفاحاً وبطولات مليئة بالتحديات.
الدشة والقفال
تعتبر المشاهد الأدائية التي تقدمها الفرق الشعبية، نقطة جذب للزوار، حيث تجتمع حكايات البحر والتجارة وبناء السفن، عبر مشاهد تمثيلية مبهرة، بينها مشهد «الدشة»، حيث يجتمع الغواصون فرحين على متن سفينة وهم ذاهبون إلى البحر لأشهر طويلة للصيد والبحث عن اللؤلؤ. ويأتي مشهد «القفال»، ليظهر البحارة قادمين من الغوص ومحملين بصيدهم الوفير فيما تنتظرهم عائلاتهم عند الشواطئ.
الجلاف والضغوة
ويستعرض مشهد «البقشة» قصة بحار يبيع منتجاته لأهل الفريج، ومشهد «المزاد» حيث يجتمع التجار والمستهلكون ممن يترددون على السوق للفوز بكميات من الأسماك بعد فتح المزاد لبيع ما حصلته قوارب الصيد. وتقدم عروضاً أدائية أخرى عن كيفية بناء السفن والقوارب الخشبية في مشهد «الجلاف»، وكيفية سحب الشباك من البحر وسط الأهازيج في مشهد «الضغوة». وعندما يحدد «النوخذة» موقع انطلاق «الضغوة»، يتوزع العمال على طراديَن ويمسكون بطرف الشباك، بينما الطراد الثالث يكون حراً وعلى متنه عامل واحد يراقب سير العمل ومتابعة الأسماك. ولا تقتصر «الضغوة» على كونها ممارسة بحرية يلجأ الصيادون عبرها إلى الظفر بأكبر كمية من الأسماك فحسب، وإنما تعكس على رمال الشاطئ مشهداً تتجلى فيه العادات والتقاليد بمظهر التلاحم الذي توارثه أهل الإمارات.
قصص الأولين
وقال مبارك العتيبة مسؤول الفرق الأدائية في «التراث البحري»: يصطحب المهرجان الزوار إلى حكايات قديمة ارتبطت بالبحر، وما عاشه الغواصة والصيادون من تحديات عبر رحلاتهم الصعبة، وتأتي هذه المشاهد للتعريف بقصص الأولين مع البحر وكل ما يتعلق بثقافته وعاداته التي ارتبطت بأهل الإمارات. وأوضح أن العروض التمثيلية تنقل صورة واقعية عن موروث الأجداد عبر أداء حي لمؤدين معظمهم من البحارة والصيادين، ما يُظهر مدى المصداقية في نقل تفاصيل تتعلق بالتجارة والصيد والغوص في قالب تمثيلي مبهر، بدءاً ببناء السفن والذهاب إلى الغوض والصيد. ويأتي مشهد «الطب الشعبي» التمثيلي في المهرجان ليستعرض كيف كان المجبر يعالج الصيادين المصابين.