اتركونا نصافح ونسامح،
عفواً وعافية...
نهر من وجدان صادق لا يفيض إلا في السنة مرتين، أبيض والأحلام طيور والأمل أغصان خضراء، يا لهذا الجمال راحة بال وأمان يوم العيد، يوم عظيم للقلوب الكبيرة المتسعة ثقة وحباً مبدداً الثقل، حاملاً عن النفس الأثقال، عناق الوردة للوردة وأيام مبدعات، يوم العيد نستمع إلى قديم من أهازيج «اعطونا عيدية، الله يعطيكم»..
«وأزود» حنين إلى كل شيء ومن مثلها الأم ومن مثلهُ الأب والجار وبابه المفتوح، الذي يعني المزيد من الوفاء.
يوم العيد يأتي بالذكريات وكأنه باقة ورد، مثل بعيد يأتي بالغنائم وإن طالت له المسافة، المحب «للمة» العائلة وحنان البلد يحيي العلم، والعلم العيد فرح إنساني يخرجنا من ضيق إلى اتساع صوت أغاني العيد ولوحة فنان ونعمة ينعم بها الله لنا بعد طاعة، روابطنا تقوى وتزدهر من معنى جميل إلى آخر رائع، أرى ذلك وأسير إليه منه وفيه أنتظره وأنظر إلى يومه لقاء «غدًا يأتي العيد/ حاملاً ذكراك/ اذكريني يامن كان العيد يوم لقاء...».
في يوم العيد يبحث المبدع عن مفرداته الخاصة وصانع اللوحة، عن خصوصية للوحته والموسيقى، عن سؤال الأغنية، في سمعه نسمعه ويسمعنا قبل قدومه ونستعد نتنفسه..
يوم العيد يأتي بحياة اجتماعية وإنسانية ومناسبته عزيزة على من يدرك قيمة هذا اليوم ويعرف لِم عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى، وتكبيرات العيد التي تهتف لها الوجدان والقلوب المستمعة تهلل وتكبر ليوم العيد يا يوم العيد...
بعد العيد
نستمر طالما العيد سكن الوجدان وهتفت له المشاعر وأغني وأغني، طالما العيد صورتنا المبتسمة برواز جمال يفتح للعصافير نوافذ تحلق من خلاله، تبحث عن تفاصيل الحياة بمصافحة من يغرفون له ودهم، ويتسللون إلى ذاته إحساسا، بعد العيد لا يقف على أعمدة الأيام إلا طائر سعيد يتخذ من النافذة أول انطلاقته إلى الفضاء، يملأ الدنيا تفاؤلا بعد أن جدد العيد في جسده النشاط، بعد أن سعدت نفسه بالصفاء وابتل ريقه بماء الحياة، استمر وكأن العيد صور تجدد الذكريات، شريط من الزمن يربط عيد الماضي بعيد الحاضر.
«جاء العيد/ أمام ميناء ومطار/ جاءت بشائر/ صالحت صديقي/ أخذت بخاطر زعلان/ وشايل تعب مثقل حنين/ جاء العيد نوراً للقلوب/ وهدوء سكن الفؤاد»..
العيد الفطر اللي مضى..
مازلت أحتفظ بكمية السرور التي حصلت عليها، وتركته يتوزع حتى أحصل على الكثير من السعادة.