عدد اليوم
الفكرة مرتبطة بوجود مكان
هدوء، استرخاء..
منذ زمن ليس بالبعيد أراقب رجلاً ستينياً قبل الشروق، ومن مكان قريب نسبياً من مكانه والأسئلة تدفعني بمزيد من مزيد، يأخذني الفضول نحوه وظلت الأسئلة حائرة من دون أجوبة إلى أن دفعتني إلى مكانه، وددت معرفة القبول، وجدت دعوة مفتوحة للحوار معه حين قال لي اقترب، آتي إلى هذا المكان قبل الوقت والشروق مع أفكاري أتركها تسترخي إلى حين أراها..
فكرة أكبر وأفكار، فلا بد من ذلك ننظر إلى دوافعنا التي تشبهنا في التمدد، يأتي الناس في الصباح مندفعين نحو الأمل يتقاسمون النظرات ويبتسمون والأمل فيما تطرحه النفس من مواضيع، نعم وجدت صوتي إذاعة خاصة تبث آخر التطورات وتطلعني على المستجدات وأخبار اليوم التي تزيدني معرفةً، أجدني صوت المذيع والمكسر وعاطفة تذهب بي إلى عاطفة، وحياة نذهب لها بالانشراح، أنا فكرة مطروحة، أعد برنامجي الإذاعي، أختار أغنيتي الخاصة أرفع وأخفض من صوتي، روحي ذاتية تتخذ من العقل الانطلاق إلى فضاء رحب، أتعافى تماماً من الوقت المهدر في ما يلي وما بعد، عطري في استنشاق هواء يفتح القدرة على الابتكار، وجلب حظ يساعد على اكتشاف مفردات أغنية يقول أحدهم، اغمض عينيك فقط تأتيك صور بطيئة تمنحك التدقيق في الأشياء التي لم تستطع أن تراها وعيونك مفتوحة لسرعة مرورها، في إغلاق العين تجد الوقت للخيال، ترى الأحلام، أمنيات تراها هكذا تكبر بهدوء، تأتي من فكرة وجدت الوقت.
يقول أحدهم الفكرة هدوئي، أستطيع أن أدخل معها في حوار ونخرج معاً بنتائج تساعد على تخطي المعرقل، ونكون الفكرة الكبيرة لمشروع مهم، الحياة مكان واسع نستخدمه من دون رسوم، نجد فيها الموقف الذي يعطيني دلالات وصوراً، نفهم المعنى للقبول في وجوه الآخرين، ويكمل الصديق العزيز هو نفسه العزيز الصديق، المعنى واحد وتختلف الصورة.
«كل استرخاء فكرة وكل فكرة عقل»
أديب أخي المهتم بالموسيقى يحكي لي.. إني أذهب بالفكرة إلى عزلة اختيارية.. استرخي وأعيش الفكرة بهدوء.. استغرق وقتاً لكن أخرج متفوقاً على زحمة دخيلة بتأخر خروج اللحن، حتى أتمكن من مناقشة فكرة اللحن.
والدكتورة الناقدة عبير الحوسني لها رأي آخر حيث تقول:
«الفكرة هي انعكاس الدماغ على الواقع، ويرى بعضهم بأن الفكرة هي انعكاس الواقع على الدماغ»
الحوار المهم يحدث التغيير دائماً...
