لكبيرة التونسي (أبوظبي)
بأزيائهن التراثية، وأياديهن المخضبة بالحناء، وملامحهن التي تروي القصص المُلهمة المتأصلة في الذاكرة الإنسانية لأهل الإمارات، تتألق «حاميات التراث» ضمن جناح «الاتحاد النسائي العام» في «مهرجان الشيخ زايد» المتواصل حتى 22 مارس 2026، في منطقة الوثبة بأبوظبي، ويقدمن لمحة عن الصناعات التراثية الإماراتية القديمة، وما ارتبط بها من عادات وتقاليد بكل فخر واعتزاز، وسط حضور لافت من مختلف الجنسيات.
عرض حي
تتضمن مشاركة «حاميات التراث» في مركز الصناعات الحرفية والتراثية بـ «الاتحاد النسائي العام»، عرضاً حيّاً للحِرف المرتبطة بالبيئات الإماراتية الغنية، حيث تتألق كل سيدة بزيها التراثي وحليها التقليدية، وتعمل على إحدى الحِرف ببراعة أمام الجمهور. كما يشكّل الجناح منصة لتعليم مختلف الحِرف ضمن ورش تفاعلية لضيوف المهرجان الذي يستقطب آلاف الزوار.

متحف
وقالت شامية حسين عبداللطيف، المشرفة على الجناح والمسؤولة عن «حاميات التراث» في المهرجان: «إن (مركز الصناعات الحِرفية والتراثية) بـ (الاتحاد النسائي العام) يزخر بالحِرف التراثية الأصيلة، ويحرص الجناح على إبراز هذه الحِرف التقليدية في أجمل صورها، إذ يشكّل متحفاً حيّاً تُعرض فيه مختلف الحِرف التراثية، وجانباً من العادات والتقاليد الإماراتية منها: (زهبة العروس)، والممارسات المرتبطة بالحناء والعطور والبخور».
وأضافت: «نهدف إلى نقل الموروث والتعريف به عالمياً، لاسيما أن الحدث الثقافي والترفيهي (مهرجان الشيخ زايد)، بات يشكل علامة فارقة على خريطة الفعاليات العالمية. ومشاركتنا تعكس غزارة الحِرف التراثية، إذ نُقدم فعاليات بمشاركة أكثر من 45 حرفية طوال فترة المهرجان».
مهن الجدّات
وأوضحت شامية أن الجناح يُطلع الزوار على مهن الجدّات، والحِرف التي أجادتها المرأة الإماراتية قديماً، ويحرص على نقلها للأجيال، ويُبرز دورها في التعامل مع البيئة والمواد الطبيعية، حيث أنتجت رصيداً ثقافياً وحضارياً وإنسانياً للمجتمع، لافتة إلى أن دعم وإحياء هذه الحِرف يسهم في إظهار الخصوصية الثقافية التي تميز المجتمع الإماراتي. وقالت: «نعمل على إظهار جهود الاتحاد النسائي العام في صون الموروث ونقله للأجيال عبر المشاركة في مختلف المهرجانات داخل الدولة وخارجها».

عادات وتقاليد
عن أنواع الحرف التي يشارك بها الاتحاد النسائي العام، قالت شامية: «نظراً لغنى الحرف التراثية وتنوعها، فإننا نشارك بـ 45 حرفية، تتناوبن على 8 فترات خلال المهرجان، وتقدمن مختلف الحِرف أمام الجمهور، ما يعطي الفرصة لمشاركة أكبر في الفعالية الضخمة والتعريف بتنوع الحرف التقليدية، ومن أبرزها: (الرحى)، (قرض البراقع)، صناعة (البادلة)، (السدو)، (غزل الصوف)، (سف الخوص)، (الحناء)، (التلي)، (تيزيع الملابس)، و(صناعة الدخون)، إلى جانب الإضاءة على مجموعة من الممارسات والعادات والتقاليد المرتبطة بـ (زهبة العروس) واستعمال العطور والبخور، وغيرها من الصور الاجتماعية المرتبطة بالحرف التراثية وممارساتها في المجتمع قديماً».
فخر واعتزاز
أعربت حرفيات من «حاميات التراث» عن فخرهن بالمشاركة ضمن فعاليات «مهرجان الشيخ زايد»، واعتزازهن بإبراز الحرف التراثية القديمة، وقالت سلامة المنصوري، التي تستعرض صناعة البخور والأكسسوارات المستوحاة من التراث: «فخورة بهذه المشاركة المتفردة، وأحرص من خلال فعاليات المهرجان الثقافية على إظهار التراث في أبهى صوره». وبدورها أشارت شيخة عبيد الظاهري، التي تعمل على «سف الخوص»، إلى أنها تنتظر هذه المشاركة سنوياً للتعريف بالتراث ونقله للأجيال، وأكدت هناء سالم، التي تعمل على حرفة «تضريب التلي» على الكندورة، أنها تشعر بالفخر لكونها تسهم في الحفاظ على الموروث وصونه للأجيال.