أحمد مراد (دمشق، القاهرة)
غداة أعلان التحالف الدولي ضد «داعش» وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» تطهير مدينة الرقة ومحيطها من عناصر التنظيم الإرهابي واعتقال 210 عناصر، تجددت المخاوف من عودة ظهور التنظيم في مناطق أخرى في سوريا، بالتزامن مع تعدد العمليات التي أعلن مسؤوليته عنها خلال الأشهر القليلة الماضية.
وتبنى التنظيم خلال الأشهر الـ7 الأخيرة، 34 عملية إرهابية في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وأسفرت عن مقتل 51 شخصاً بينهم مدنيون، وعناصر من الجيش السوري. وحذر المحلل السياسي السوري، عمار وقاف، مدير مؤسسة «غنوسوس للأبحاث» في بريطانيا، من خطورة بقاء بعض قادة تنظيم «داعش» الذين يجدون بيئة حاضنة تحميهم في أوساط الجماعات والمنظمات المتطرفة الأخرى، وهو ما يُعد أحد الأسباب الرئيسة لعودة التنظيم في سوريا مرة أخرى.
وخلال يناير الماضي، نفذ التنظيم 14 عملية إرهابية في سوريا، رغم الحملات الأمنية الموسعة المضادة التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية «قسد» بدعم من قوات التحالف الدولي.
وفي وقت سابق، أكد عسكريون ومسؤولون بالأمن القومي الأميركي أن عودة التنظيم قد تحدث خلال العام الجاري في ظل وجود ظروف مهيأة بالشرق الأوسط وأفريقيا.
وبحسب تقرير أعده مركز مكافحة التطرف «CEP» فإن عمليات «داعش» تصاعدت بشكل لافت في وسط سوريا خلال مارس من العام 2022، بلغت 17 عملية أسفرت عن مقتل واصابة العشرات في حمص ودير الزور والرقة وحلب وحماة، وأرجع المركز أحد أسباب هذا التصعيد إلى نجاح «داعش» في التمركز بمناطق البادية. وقال الخبير المصري في شؤون الجماعات المتطرفة، أحمد بان لـ«الاتحاد» إن «داعش» لديه خطة لإعادة بعث خلاياه الإرهابية بمناطق عدة في سوريا والعراق، وهذه المناطق تحتل في وعيه مكانة راسخة.
وأوضح أنه رغم تمدد التنظيم فى بؤر بديلة فى أفريقيا وأفغانستان إلا أنه لا زال متمسكاً بإعادة قوته في سوريا والعراق وفق استراتيجية «المناوشة والانهاك»، والتمسك بانتظار لحظة مواتية قد تصنعها قلاقل أو اضطرابات أو فوضى أمنية تعود أن يتغذى عليها.
وأوضح المحلل السياسي أن وجود بيئة حاضنة لقادة التنظيم في أوساط الجماعات المتطرفة يُصعّب من مهمة ملاحقتهم، وفي نفس الوقت يُتيح لهم الفرصة لتجنيد مقاتلين جدد لاستغلالهم في تنفيذ عمليات إرهابية.
وبحسب خبراء أوروبيين، فإن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً كبيراً للشرق الأوسط، في ظل وجود تقارير تشير إلى أنه يسعى للإفراج عن 10 آلاف من مقاتليه المعتقلين في سوريا خلال العام الجاري.