عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
على الرغم من فداحة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وما نجم عنه من خسائر بشرية ومادية واسعة النطاق، فإن وقوعه لم يشكل مفاجأة كبيرة، بالنسبة للخبراء في مثل هذه الكوارث الطبيعية، وذلك على ضوء التكوين الجيولوجي للتربة في هذه المنطقة.
فتركيا تقع على نقطة تلاقي ثلاث من الصفائح التكتونية، التي تتألف منها القشرة الأرضية، وهو ما يجعل هذا البلد، عرضة للزلازل والهزات الأرضية، سواء كانت محدودة التأثير، أو ذات قوة هائلة، كذاك الذي وقع مؤخراً وقُدِرَّت شدته بـ 7.8 درجة على مقياس ريختر.
وتقع الزلازل على الأغلب، عند خطوط الصدع بين تلك الصفائح، وهو ما تزيد احتمالاته مع تركيا، التي تمتد غالبية أراضيها على الصفيحة الأناضولية، التي تضم معظم أرجاء شبه جزيرة الأناضول، والصفيحة الأوراسية الأفريقية، وكذلك الصفيحة العربية الأصغر حجماً.
فحركة هذه الصفائح التكتونية، تولّد طاقة هائلة، من شأنها أن تقود إذا ما حدثت في مناطق اليابسة، إلى وقوع زلازل، أو موجات مد بحرية عاتية، من تلك التي تُعرف باسم «تسونامي»، حال حدوثها تحت الماء.
وقاد هذا الموقع الحرج من الوجهة الجيولوجية، إلى أن يُسجل في تركيا خلال عام 2022 وحده، حسبما ذكر موقع «ميدل إيست آي» الإلكتروني، ما يزيد على 22 ألف هزة زلزالية، لم يسفر كثير منها، عن وقوع أضرار تُذكر.
لكن الأمر لم يكن كذلك بطبيعة الحال، مع زلازل أخرى مدمرة ضربت تركيا على مدار العقود الماضية.
ففي ديسمبر 1939، شهدت البلاد زلزالاً مماثلاً في شدته، للزلزال الأخير، وهو ما أودى وقتذاك، بحياة أكثر من 30 ألف شخص.
وبعد ذلك بـ60 عاماً كاملة، تكررت المأساة على نطاق أقل نسبياً، جراء زلزال وقع في غرب تركيا في أغسطس 1999، وبلغت شدته 7.4 درجة على مقياس ريختر، وأدى آنذاك إلى مقتل ما يزيد على 17 ألف شخص.
