جنديرس (وكالات)
حافظ ناصر الوكاع على سلامة أسرته خلال سنوات الحرب، حتى هدم الزلزال منزلهم يوم الاثنين الماضي في جنديرس بشمال غرب سوريا، وهو ما أدى إلى وفاة زوجته ومعظم أبنائه.
وتمكّن رجال الإنقاذ من إخراج اثنين من أبنائه من تحت أنقاض المنزل خلال الليل. وأظهرت لقطات مصورة الطفلين مصابين بكدمات ويغطيهما الغبار. كما نجا طفل آخر، لكن زوجته وخمسة من أبنائه على الأقل لاقوا حتفهم. وجلس الوكاع وسط الأنقاض والكتل الخرسانية ينعي زوجته وبقية أبنائه محتضناً ملابس أحد المتوفين.
وبدأ يتمتم بأسماء أبنائه ذكوراً وإناثاً من دون أن يذكر عددهم بالتحديد في حالة من اليأس والارتباك.
وقال الوكاع: «ارتج البيت.. زلزال يعني هذا أمر الله»، مضيفاً: «قلت يا رب اترك لي واحداً من أولادي». وينبش عمال الإنقاذ والسكان وسط الأنقاض بحثاً عن ناجين باستخدام معدات في بعض الأحيان.
وفي جانب آخر من البلدة، انتشل رجال الإنقاذ الطفل أحمد عبد الجبار، البالغ 5 أعوام، وهو الناجي الوحيد من بين أفراد أسرته المكونة من ستة أفراد. وأمضى أحد أقاربه ويدعى أحمد أبو شهاب ساعات في رفع الأحجار للوصول إليه قبل نقله إلى سيارة إسعاف.
قال الصبي وهو يرقد على سريره في مستشفى بالقرب من مدينة أعزاز: «كنت أنا وأبي جالسين في غرفة المعيشة عندما سمعت صوت الزلزال».
وبعد وقوع الزلزال، طلب الوكاع المساعدة لإنقاذ أبنائه، وعلم أن ولديه فيصل ومحسن قد لقيا حتفهما.
وعُثر على جثتي الابنة الكبرى هبة وأختها الصغيرة إسراء. وكانت هبة ميتة وفي حجرها شقيقتها الصغيرة ميتة أيضاً. وعُثر على جثة شقيقة أخرى هي سميحة بالقرب منهما. وحمل الوكاع معه قصاصة من الورق كتبتها ابنته الكبرى هبة بخط يديها في دفتر عثر عليه مدفوناً تحت الأنقاض. وبخط أنيق، كتبت هبة: «اللهم إني أستودعك أغلى ما أملك، فاحفظه لي، أنت في حفظ الله وفي قلبي أنا، أبو فيصل (كنية أبيها)».
وفي وقت لاحق، وقف الوكاع في ذهول أثناء دفن أحد أبنائه في مقبرة جماعية تضم الكثير من جثث ضحايا الكارثة.