يظهر اختيار الأميركي روبرت فرنسيس بريفوست اسم ليو الرابع عشر بعد انتخابه بابا جديدا، أنه ينوي إعطاء "بعد اجتماعي" لحبريته على ما يفيد خبراء.
بعد انتخابه، لا يملك البابا الجديد وقتا طويلا لاختيار اسمه، قبل أن يظهر على شرفة كاتدرائية القديس بطرس أمام المحتشدين في الساحة. يعكس اختيار الاسم عموما إعجابا بحبر أعظم سابق أو عزما على إظهار استمرارية ما أو على العكس تحول تام.
يؤكد جون آلن خبير شؤون الفاتيكان، في كتاب حول المجمع المغلق (كونكلاف) أن هذا الخيار غالبا ما يكون "أول إشارة تصدر عن البابا الجديد حول النهج الذي ينوي اعتماده في حبريته" لناحية اختياره اسم بابا محافظ أو تقدمي.
وتعمقت صحف إيطالية عدة الجمعة في أحد أسلافه المعروفين ليو الأول الكبير المعروف بأنه أقنع بقوة الكلام فقط أتيلا الغازي وجحافله بالعودة أدراجهم في العام 452 ميلادي خلال لقاء في مانتوفا في شمال إيطاليا راهنا.
إلا ان غالبية المراقبين يرون أنه اختار هذا الاسم تيمنا خصوصا بليو الثالث عشر آخر الباوبوات الذي حمل هذا الاسم.
عرف هذا البابا الإيطالي، الذي امتدت حبريته بين العامين 1878 و1903، خصوصا بأنه ندد في رسالة بابوية "بتركز الصناعة والتجارة بين أيدي قلة (..) تفرض نير شبه عبودية على العمال الكثر".
ويؤكد فرنسوا مابيي مدير مرصد الدين الجيوسياسي وصاحب كتاب "الفاتيكان: البابوية في وجه عالم متأزم"، "هو بابا التعليم الاجتماعي مع رسالته البابوية في 1891 التي يمكن ترجمة عنوانها ب +التحديثات الكبرى+ التي تحمل طابعا دمغة اجتماعية واضحة".
ويضيف "في تلك الفترة في 1891، كان الأمر يتعلق بالعدالة الاجتماعية وقضايا العمال".
ويرى مابيي أنه في الخلفية يلمح البابا الجديد، من خلال اختيار هذا الاسم، إلى أن "هذه المواضيع ستطرح مجددا على خلفية انحرافات العولمة وأيضا على خلفية تحديات اجتماعية أكبر مثل الذكاء الاصطناعي".
ويمكن تفسير هذا البعد الاجتماعي كتكريم وإشادة بسلفه فرنسيس الذي فاجأ الجميع بكونه أول بابا يختار اسم فرنسيس، القديس المدافع عن الفقراء في القرن الثالث عشر فيما كانت مكاتب المراهنات تعول على اختياره اسم ليو.
في تاريخ البابوية الطويل لا يشكل اختيار اسم ليوو ثورة أو استثناء إذ إنه من أكثر الأسماء انتشارا بين الباباوات بعد يوحنا وبنديكتوس وغريغوريوس وكليمنت.