كثيراً ما تثير الأعمال الفنية جدلاً واسعاً في الرأي العام، سواءً بين المعجبين بها، أو المعارضين لها، وكثيراً ما يكون الجدال دائراً حول الأعمال ومضامينها وزوايا طرحها لمختلف القضايا الاجتماعية والأخلاقية، أكثر من ما تثيره من نقاش نقدي حول جودتها الفنية. ولهذا، استوقف المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» عدداً من زواره في اليوم الرابع منه، موجهاً لهم سؤال: هل يجب على الفن أن يحمل رسالة؟سلامت حسين، مصور فيديو وفوتوغرافي من الهند: أعتقد أن الفن هو طريقة للتعبير، وبالتالي فإن حمله رسالة يعتمد على ما يتحدث العمل الفني عنه، وأشعر أن الفن يلعب دوراً قوياً في تحريك المجتمع، والفن التجريدي قد يمثل حالة من الاستراحة الفكرية، لكن أرى أن الفن يجب أن يحمل رسالة لأنه يساعدنا على فهم ما يحدث في المجتمع أو حتى على فهم تصور الفنان عن العالم. مجد العمري، معماري من الأردن: رسالة الفن موضوع يتعرض إلى نقاش مستمر، لاسيما عندما يواجه عمل فني هجوماً واسعاً من الرأي العام، عندها كثيراً ما يتم استخدام «غياب الرسالة» كعذر لانتقاد هذا العمل، وعيب فيه، لأنه لا يسلط الضوء على قضية مهمة. وما يميز الفن أنه يكون مرتبطاً بالمجتمع أو متعلقاً بالفنان بشكل شخصي، وليس شرطاً على الفنان أن يعرض عملاً فنياً معنياً يناقش قضية كبرى، فقد يكون الفن مادة يعكس عبرها الفنان أحاسيس ومشاعر لمتلقِ قد لا يدركها من الوهلة الأولى، وربما يناقش العمل قضية حساسة، كالحروب والمجاعات مثلاً. وبالرغم من ذلك فإن العمل الفني قد لا يجد صدى عندما لا تمسه ظروف وقضايا كهذه، لهذا ليس شرطاً على العمل الفني أن يحمل رسالة. ندى العمدة، طالبة إعلام بجامعة الشارقة من مصر: ليس من الضروري أن يحمل الفن رسالة، ولكن أغلب ما نشاهده حولنا فنون ذات رسائل، وأنا شخصياً أحب الفن الذي يحمل رسالة لأننا نعيش في زمن تكثر فيه الأفكار المغلوطة، لهذا نحن بحاجة دائمة لأن نرى العالم من وجهة نظر أخرى وليس وجهة نظرنا فقط. ويمتلك الفن قوة هائلة في تغيير ذهنية الناس، خاصة الصور المرئية، من أعمال تلفزيونية وسينمائية ومحتوى إعلامي، وكلها تحمل رسائل تخاطبنا. فهد الطاسان، كاتب ومترجم من السعودية: لا أعتقد أن على الفن أن يحمل رسالة، لأن الفن يعبر عن نفسه، وعن حالة معينة يمر بها الفنان أو المصور، ولابد للفنان أن يتخلى عن الأفكار والمفاهيم السائدة، وأن يقدم فناً خالصاً يمثل حالته واللحظة الراهنة التي يعيشها.
عدد اليوم
