الجمعة 22 سبتمبر 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«شقوبية».. صرح عربي في إسبانيا

«شقوبية».. صرح عربي في إسبانيا
27 مايو 2023 01:05

أحمد شعبان (القاهرة)
«قصر شقوبية»، قلعة وحصن شيد عام 1122 في إسبانيا، ويعتبر جزءاً من المدينة القديمة لشقوبية المدرجة كموقع للتراث العالمي لليونسكو، وأحد المباني الفريدة والمعروفة.
بُني القصر ليستخدم كحصن في بادئ الأمر، ولكن استعمل أيضا كقصر وسجن وأكاديمية عسكرية، والآن متحف تاريخي ثقافي، مفتوح للجمهور، ويُعد أحد أكثر الأماكن جذباً للسياح.
يقع القصر في منطقة قشتالة، «88 کیلو متراً شمال مدريد»، وتم بناؤه في رأس جرف صخري، من المعالم التاريخية الشامخة الشاهدة على الحضارة العظيمة التي أسسها المسلمون في الأندلس، حيث كان يُستخدم لأغراض دفاعية.

بني القصر على أنقاض حصن وهيكل روماني قديم، في فترة حكم أبي الحسن علي بن يوسف بن تاشفين، وهي الفترة التي بلغت فيها دولة المرابطين أوج قوتها وعظمتها، وكان مقر الإقامة الأساسي للملك الفونسو الثامن ملك قشتالة وزوجته في الفترة ما بين العام 1158 وحتي 1214، وتم عمل الكثير من التحصينات، وظل من بعده مكان الإقامة المفضل للكثير من ملوك قشتالة.
وفي العام 1258 أعاد الملك الفونسو العاشر ملك قشتالة بناء الأجزاء التي تهدمت من القصر، وبناء قاعة الملوك لإيواء البرلمان، ثم قام الملك خوان الثاني ملك قشتالة العام 1406 ببناء برج يوحنا بولس الثاني كما هو معروف اليوم بـ«البرج الجديد».

ويتميز القصر أو القلعة بأبراجه الدائرية التي تنتهي برأس مخروطية، ويقال إن «والت ديزني» قد حاكى بناء هذا القصر عندما قام بتصميم وإقامة مدينته العالمية للملاهي، حيث يشبه كثيراً قصر سنو وايت في مدينة ديزني لاند العالمية بولاية كاليفورنيا الأميركية. 
ويعتبر القصر القلعة من أجمل التحف المعمارية، يزينه من الداخل ديكورات تشابه قصر الحمراء بغرناطة وقصر المورق بإشبيليه، كما يوجد الكثير من تيجان ملوك قشتالة وتحيط بها شعارات لاتينية وبعض آيات القرآن الكريم.
وتوجد بالقصر قاعة «العرش»، يتميز سقفها بالنقوش والزخارف العربية، وفي عهد الملك فيليب الثاني تم عمل تجديدات بالقصر وأضيف إليه عدد من الأبراج، وفي عام 1587 تم تكليف المهندس المعماري فرانسيسكو دى مورار بتأسيس وتخطيط الحديقة الرئيسية له.

تعرض القصر لحريق ضخم عام 1862 أحدث به أضرارا جسيمة وبعد 20 عاماً تمت إعادة تأهيله وإصلاحه وترميمه، وأمر الملك الفونسو الثالث عشر بتسليمه لوزارة الحرب لاستخدامه كأكاديمية عسكرية.
والقصر الآن متحف مفتوح، يشتمل على عدد من القطع الرخامية مكتوب عليها باللغة العربية «بسم الله، والحمد لله، نعم الله شاملة، وأطال الله بقاء من أمر بعمله سنة تسع وأربعين وثلاث مئة، والحمد لله».
تحول القصر القلعة بعد ذلك إلى سجن، واستمر لمدة قرنين تقريبا من الزمان، وفي العام 1762 تحول إلى مدرسة لسلاح المدفعية الملكية وظل كذلك لعدة قرن. 

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©