شعبان بلال (القاهرة)
بقايا من أكياس المنتجات الغذائية وأكواب القهوة المستعملة، يراها الكثيرون مجرد نفايات، لكن التونسية سامية الحامدي حولتها إلى مصدر دخل، وعمل خيري لمساعدة أسر السيدات المعيلات.
تنظر سامية دائماً للنفايات على أنها ثروة مهدرة، فسخّرت وقتها وجهودها للاستفادة منها، أولاً لحماية البيئة المحيطة، وتنقل التجربة للشباب والأطفال، وإمكانية إعادة استخدامها، واستفادة من دراستها لتصميم الأزياء في ابتكار وتصنيع حقائب وإكسسوارات وديكورات.
تمكنت المصممة التونسية من تنفيذ أفكارها، بجولة يومية على المقاهي والمحلات التجارية لجمع أكياس القهوة والمنتجات الغذائية، وتمر على المكتبات لتجمع الأوراق المتهالكة مما يتم التخلص منها، وتنهي رحلتها على الشاطئ لتأتي ببقايا الزجاج والأخشاب الصغيرة.
غرفة صغيرة في منزل سامية، جعلت منها ورشة لتصميم وتصنيع منتجاتها، وتعرضها في متجر صغير، حتى يعرف سكان مدينتها ما يمكن إنتاجه من ديكورات وإكسسوارات وحقائب بكل الألوان خاصة الفضي والذهبي، أو حافظات النقود النسائية الصغيرة الملونة.
فريق من السيدات المعيلات، يشارك سامية في تنفيذ أفكارها وأعمالها، وتوفر لهن الخامات والمواد الأساس من تلك النفايات ثم تعلمهن طرق التصنيع وتترك كل واحدة لمخيلتها أن تبدع وتنتج الإكسسوارات البسيطة أو قطع الديكور المنزلية، كما تنظم ورشاً للأطفال تعلمهم طرق تحويل «المهملات» إلى قطع فنية يحملونها إلى منازلهم، تذكرهم بأن كل شخص مسؤول عن حماية بيئته والحفاظ عليها.
تقول سامية لـ «الاتحاد الأسبوعي»: إنها لا تستهدف المكسب أو المال، ولكن الأهم تعليم زبائنها طريقة الحفاظ على البيئة ونظافتها، فزبائنها أحياناً يكون لديهم الحد الأدنى من ثقافة المنتجات صديقة البيئة، وأحياناً أخرى تقوم بدورها التوعوي لشرح أهمية مشروعات إعادة تدوير النفايات. وترى أن كل إنسان مشروع شخص «محافظ» على البيئة إذا تم غرس القيم الصحيحة في نفسه، وهذا ما تفعله مع الصغار في الورش والمعارض كافة التي تنظمها وتخصصها للأجيال الجديدة القادرة على تغيير الكثير من المفاهيم البيئية الخاطئة.