شكّل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، تجسيدًا لطموح قيادتها الذي لا تحدّه الحدود، وهو ما تجلّى الآن في تخطي الإمارات حدود الأرض، وصولا إلى الفضاء، والولوج إلى مرحلة إحلال الطاقة النووية السلمية محلّ الطاقة الأحفورية، وتحويل التحديات إلى فرص مُشرَعة الأبواب أمام جميع فئات المجتمع الإماراتي الحريصة على الوقوف خلف قيادتها، والمضي بالمسيرة الإماراتية نحو مستقبل مشرق، والمشاركة في إنجازاتها، سواء أكانت الإمارات وطنهم الأم، أم بلدهم الثاني.
وانطلاقًا من إيمان القيادة الرشيدة بأنّ التحوّل من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد قائم على المعرفة أمر لا غنى عنه، فقد شهد عام 2015 إطلاق مسيرة «تحدي القراءة العربي» الذي ينضوي تحت مظلّة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، بهدف تحفيز حراك معرفي شامل في الوطن العربي، من خلال تكريس ثقافة القراءة والمطالعة، والتحصيل المعرفي، لتكون ممارسة راسخة لدى النشء والأجيال الصاعدة، ورفع مستوى الوعي بأهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وتعزيز الثقافة العامة لديهم، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وتنمية مهارات التعلّم الذاتي، والتفكير النقدي والإبداعي لما فيه تطوير واقع اللغة العربية، واستعادة دورها المؤثر في الإنتاج المعرفي.
وشهدت هذه المبادرة موجة تفاعل عارمة لدى كلّ المهتمين باللغة العربية على امتداد المعمورة، وهو ما تجلّى بكلّ وضوح في الدورة الحالية الخامسة التي شارك فيها أكثر من 21 مليون طالب عربي من 52 دولة، و96 ألف مدرسة، و120 ألف مشرف للقراءة. وعلى الرغم من أنّ هذا العام شهد ظروفًا استثنائية، جرّاء تفشي جائحة «كوفيد-19»، وما فرضته من تحديات غير مسبوقة عالميًّا، فإنها لم تَثنِ الطلبة والمشرفين والمدارس، المشاركين في التحدي، عن أن يُثبتوا أن لا شيء يمكن أن يعطّل الحراك القرائي والمعرفي الذي نجح التحدي في غرس بذوره منذ انطلاقه حتى اليوم.
وخلال مشاركة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في الحفل النهائي الافتراضي، الذي أقيم أخيرًا لتكريم الفائزين في الدورة الخامسة من «تحدي القراءة العربي»، هنّأ سموّه أبطال التحدي، وقال: «ستبقى القراءة هي سلاحنا في مواجهة جميع التحديات والأوقات الصعبة.. وسأبقى داعمًا لكلّ قارئ ولكلّ شاب يسعى للعلم، ولكل مشروع ثقافي معرفي يمكن أن يساعدنا في استئناف الحضارة...».
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية