الإمارات رائدة الاقتصاد الأخضر في المنطقة
انتهجت دولة الإمارات العربية المتحدة سياسات ناجحة في التحول إلى نموذج يُحتذى به في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة عمومًا، والاقتصاد الأخضر على وجه الخصوص، عبر تعزيز استخدامات الطاقة المتجددة، التي تتواءم مع الاتفاقات الدولية الخاصة بمكافحة التغيّر المناخي، بوصفها الوسيلة الأولى والركنَ الأساسَ في حماية أرواح البشر وممتلكاتهم من التعرض لكوارث طبيعية ناجمة عن ذلك التغيّر.
ويلاحظ المتتبع لإجراءات دولة الإمارات في تعزيز استخدامات الطاقة النظيفة أنها كانت السبّاقة على المستوى العربي في ذلك، وهو ما يشهد عليه نجاحها في أن تكون الدولة الأولى عربيًّا في إنشاء محطات لإنتاج الطاقة النووية للاستخدامات السلمية، تمثلت في إعلان إتمام شركة «نواة للطاقة»، الذراع التشغيلية لـ«مؤسسة الإمارات للطاقة النووية»، ربط المحطة الثانية من محطات «براكة للطاقة النووية السلمية» بشبكة الكهرباء الرئيسية في الدولة على نحو آمن، وذلك بعد بدء تشغيل المحطة الثانية في نهاية أغسطس الماضي، وإنتاج أول ميغاواط من الكهرباء الخالية من انبعاثات الكربون. وأخيرًا، وخلال «القمة العالمية للاقتصاد الأخضر»، التي تندرج ضمن فعاليات معرض «إكسبو 2020 دبي»، سُلّط الضوء على تجربة دولة الإمارات الناجحة في تطوير منظومة الاقتصاد الأخضر، والتحديات التي تواجهها شعوب العالم، من جرّاء التغيرات المناخية، التي أضرّت بالبيئة، وتسببت بذوبان الجليد والحرائق والفيضانات، الأمر الذي جعل الدول تصرّ على اعتماد رؤى مستقبلية تعمل على تحويل التحديات إلى فرص، عبْر تنويع الاقتصاد، والاستثمار في الطاقة النظيفة، واعتماد استراتيجيات، تسعى جميعها إلى تحقيق مستقبل مستدام، تقوم أركانه على الابتكار والتقنيات المتقدمة، وتبنّي الحلول الخضراء في المجالات كافة. كما عملت الدولة، ضمن استراتيجياتها التنموية، على تطوير منظومة الاقتصاد الأخضر، وتحفيز مؤسساتها وأفراد المجتمع كذلك على حماية البيئة والحفاظ عليها، إضافة إلى تقديم الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تنسجم أهدافها وتطلعاتها مع «استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء»، التي أُطلقت عام 2012، كمبادرة وطنية طويلة الأمد تهدف إلى جعل الدولة رائدةً عالمية في هذا المجال، وتحويلها إلى مركز لتصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، وإعادة تصديرها.
لقد آمنت دولة الإمارات كل الإيمان بضرورة دعم جهود العمل المناخي العالمي، وتعزيز التعاون الإقليمي في العمل من أجل المناخ، وهي صاحبة خطوات مهمة في الانتقال إلى الطاقة النظيفة، ولديها مشروعات كبرى في تنويع مصادر إنتاج هذا النوع من الطاقة، تشمل الشمسية والمائية وطاقة الرياح، سعيًا إلى تحقيق التوازن بين النمو والحفاظ على البيئة.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.