معَ الإنسان في كلّ مكان.. قيمة إماراتية راسخة
تُؤمِن دولة الإمارات العربية المتحدة، وبفضل رؤى قيادتها النبيلة، وحرصها البالغ على إعلاء شأن قِيَم التضامن العالمي، بأنّ الإنسان في كلّ مكان من هذه الأرض يستحقّ الوقوف إلى جانبه ومؤازرته، ودعمه ليواجه التحدّيات، ويتمكّن من المضيّ قُدُمًا نحو تحقيق طموحاته بهمّة وطمأنينة، مؤكِّدةً من خلال توجّهاتها الإنسانية وجهودها المخلِصة، أنْ لا خير سيتحقق للبشرية ما لم يتم تعزيز أواصر الأُخوّة الإنسانية والعمل المشترك، بما يرسّخ الأمن الإنساني، ويضفي على حياة الأفراد المزيد من الرفاه والاستقرار.
واتّساقًا مع مبدئها الراسخ في التضامن مع البشرية جمعاء، مهما اختلف أفرادها في دياناتهم أو أعراقهم أو لغاتهم، أو حتى أماكن وجودهم، فإنّ استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، يوم الخميس الماضي، عددًا من أعضاء فريق عمل «مركز كارتر» الأميركي، المشاركين في «مبادرة بلوغ المِيل الأخير»، يؤكّد، كما قال سموّه، أنّ دَور الإمارات في مكافحة الأمراض في المجتمعات المحتاجة ينبع من نهجها الإنساني، وإيمانها بضرورة التضامن في مواجهة مختلف التحدّيات، معلنًا سموّه في تغريدة على حسابه في «تويتر»، أنه «بفضل التعاون مع الشركاء أصبحنا بإذن الله على بُعد خطواتٍ من القضاء على مرض دودة غينيا».
وفي هذا الإطار، تثِق دولة الإمارات بأنّ التنمية والأمن بمفهومَيهما الشاملَين لا يمكن أن يتحقّقا ما لم يتحقّق التضامن بين الدول والحكومات والمنظّمات لمواجهة أيّ تحدّيات قد يواجهها الإنسان، فنرى إنْ تأمّلنا مسيرتها في دعم الشعوب في السنوات الأخيرة، أنّ الإمارات لم تتوانَ عن دعم العالَم في مواجهة التحدّيات على اختلافها، الصحّية والاقتصادية والاجتماعية، وأقرب مثال على ذلك حين أصبحت السند الحقيقي للشعوب والحكومات في الحدّ من تداعيات جائحة «كورونا»، بإرسالها آلاف الأطنان من الإمدادات الدوائية والصحية، التي مكّنت ملايين العاملين في هذا المجال من مواجهة الوباء. لقد قام نهج دولة الإمارات، وتحديدًا فيما يخصّ مواجهة التحدّيات الصحّية، على ضرورة العمل المشترك والتعاون المستمرّ للعمل على تخفيف الآثار المصاحبة للأمراض والأوبئة على اختلافها.
فعلى الصعيد الوطني، باتت اليوم على عتبة تحقيق التعافي الكامل من الجائحة، كما أنّها تمضي بقوة نحو تسريع عجلة النمو والتنمية، لكنّها على الصعيدَين الإقليمي والعالمي، ما زالت تسابق الزمن من أجل أن يتعافى العالَم كذلك من أي أمراض أو أوبئة تؤثر في مستقبل الأجيال، وتضعُهم أمام مأزق لا يفكّرون فيه بالتنمية واللحاق بركب التقدّم، بمقدار ما يفكّرون فيه بالحفاظ على حياتهم وسلامتهم.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.