ريادة عالمية في جودة الخدمات الصحية وكفاءتها
تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة العالَمَ، اليوم، الاحتفال بـ«يوم الصحة العالمي» الذي يصادف السابع من أبريل من كلّ عام، والذي يدعو هذه المرّة إلى ضرورة تضافر جهود حكومات العالم لاتخاذ إجراءات عاجلة لصون صحّة البشر والكوكب، وتعزيز العمل من أجل إقامة مجتمعات تركّز على الرفاه، وتضمَن العيش الرغيد والصحي لسكّانها، خصوصاً أنّ هذه الحاجة الملحّة برزت مع تداعيات تفشّي فيروس «كورونا» الذي أظهرَ أوجُهَ عدم المساواة، والحاجةَ الملحّةَ إلى إقامة مجتمعات تنعم بالرفاه والإنصاف في مجال الصحّة العامة.
ومن خلال العديد من المبادرات، وبتضافر الجهود، نجحت الدولة في اعتماد وتحقيق برامج ريادية أسهمت في تعزيز صحّة ورفاه أفراد المجتمع، في ترجمةٍ لتوجيهات القيادة الرشيدة في أنْ تصبح الإمارات من بين روّاد الرعاية الصحية في العالم، من خلال تطبيق معايير فضلى، توفّر الرعاية الصحية لكلّ الفئات المجتمعية، وتستقطب الكوادر الطبية المتميّزة، وتبني منظومةً صحيةً متكاملةً عبر توسيع البُنية التحتية الطبية في جميع أنحاء الدولة، تقدّم الخدمات في مختلف الاختصاصات.
لقد أصبحت دولة الإمارات نموذجاً يُحتذى به في تميّز قطاعها الصحي محلياً وإقليمياً وعالمياً، فرغم تداعيات جائحة «كورونا» على العالم بأَسْره، فإنّها استطاعت تحقيق نجاحاتٍ كبيرةً في هذا القطاع، وكانت محلّ تقدير عالمي، بتصدُّرِها العديدَ من مؤشّرات التنافسية، إذ جاءت في المركز الأول عالمياً في 9 مؤشّرات مرتبطة بمدى التقدّم في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة «الصحة الجيّدة والرفاه» وأبرزها: مدى تغطية الرعاية الصحية، والرعاية الصحية ما قبل الولادة، وجودة برامج وطنية للكشف المبكّر، وغيرها من المؤشّرات الواردة في التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي 2021. وإضافة لذلك، احتلّت الدولةُ المرتبةَ الأولى عالمياً في المؤشّر الوطني «المنشآت الطبية المعتمَدة دولياً» بنتيجة 88 في المئة في عام 2020 مقارنة بـ50 في المئة في عام 2013، كما تبوّأت المرتبة الثانية عالمياً في انخفاض معدّل وفيات الأمهات، والثالثة عالمياً في مؤشّر مستوى الرضا عن الرعاية الصحية.
ولابدّ أن يُشار هنا إلى ما سطّرته الدولة من نجاحات في دعم القطاع الصحي العالمي، عبْر جهود كبيرة بذلتها خلال تفّشي الجائحة، فقامت بإرسال آلاف الأطنان من الإمدادات الطبية وأجهزة التنفّس وأدوات الفحص ومستلزمات الوقاية والحماية الشخصية لنحو 136 دولة في شتّى أنحاء العالم، إضافة إلى دعمها جهودَ منظّمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، انطلاقاً من اهتمامها بالتواصل والتنسيق مع الشركاء، لضمان الاستخدام الأمثل للموارد والإمكانيّات اللازمة لمواجهة الوباء.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.