أيُّ تقدير هذا الذي حظي به وما زال، أبطال خط الدفاع الأول في مواجهة جائحة «كوفيد-19» في دولة الإمارات، وأيُّ تكريم ينالونه، إذ لا تكاد تمرّ مناسبة على الدولة، إلا ويكون لهم فيها نصيب، يَرفع من رصيدهم في قلوب الناس، ويزيد من امتنان المجتمع الإماراتي تجاه ما قدّموه من تضحيات وما حققوه من إنجازات.

هذا التقدير والتشريف توّجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في تغريدة عبر حسابه على موقع «تويتر» بمناسبة يوم الصحة العالمي، قال فيها: «نجدد التقدير للعقول والسواعد المخلصة التي وقفت بشجاعة في مواجهة تحدي (كورونا).. ونؤكد أهمية التعاون الدولي في مواجهة الأمراض والأوبئة، وتعزيز الاستثمار في الصحة، من أجل استدامة التنمية وسعادة البشرية»، ليكون هذا التقدير بمنزلة وسام عزٍّ وفخر على صدر كلّ مَن ينتمي إلى هذه الفئة، وتأكيد على أن الإمارات لا تنسى كلّ من أسهم في رفعتها وتحقيق طموحات أبنائها.

هي ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها سموّه ما يجول في خواطر قيادة الإمارات وشعبها تجاه هذه الفئة من أبناء مجتمعنا، فهو يؤكد دورهم الكبير في تمكين الدولة من تجاوز الأزمة التي تسبّبت بها الجائحة على صعيد العالم كلّه، والخروج منها -بفضل من الله تعالى ثمّ بجهودهم- بأقل الخسائر على جميع المستويات، الإنسانية والاقتصادية والصحيّة، إذ كانت الإمارات واحدة من أقل الدول من حيث معدلات الوفيات الناجمة عن كورونا، كما أنها تحتل ترتيباً متقدّماً بين دول العالم في نسب الحاصلين على التطعيم، وكذلك في انحسار وتراجع الإصابات، ومحدودية الحالات التي تحتاج الدخول إلى المستشفيات.

ويُعدّ اقتصاد الإمارات من بين الأقل تأثراً بالجائحة على المستوى العالمي، إذ استمرت عجلته بالدوران، ولم يتأثر مستوى معيشة الإنسان، وظلّت الدولة كما هي جاذبة للاستثمار ولرؤوس الأموال الباحثة عن بيئة آمنة ومردودات مجزية، وكذلك للعقول والكفاءات والمتميزين الذين ينشدون فرصاً حقيقية لتجسيد طموحاتهم وتحقيق أحلامهم واحتضان ما يدور في أذهانهم وعقولهم من إبداعات وابتكارات.

وفي جهود العودة إلى الحياة الطبيعية، يبرز دور العقول والسواعد التي وقفت في مواجهة المرض، بجهد وتفانٍ كبيرين، أسهمت في إعادة حياتنا بشكل شبه كامل إلى طبيعتها، وجنّبتنا ما عاشته دول عدّة من حظر الأنشطة والفعاليات، والعادات الاجتماعية التي نحبها ونتوق إليها، خصوصاً في شهر الصيام، مع بعض الإجراءات التي تضمن لنا السلامة وتقود إلى العودة الكاملة.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.