«المليار وجبة» وجه آخر من أوجه إمارات الخير
جمعت المبادرة 200 مليون درهم خلال عشرين يوماً هذا العام، مقابل 230 مليون درهم خلال العام الماضي بأكمله، في ارتفاع ملحوظ لوتيرة التبرعات بوصول عدد الوجبات التي وفرتها مبادرة «المليار وجبة» إلى 420 مليون وجبة، يوم الأربعاء 20 أبريل، تتقدم هذه المبادرة النبيلة خطوات نحو تحقيق هدفها، ويستفيد منها عشرات الملايين ممن يواجهون مأساة الجوع الذي يستشري في العالم. ففي رسالة بمناسبة قدوم عام 2022، قال مدير عام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، شو دونيو، إن 811 مليون شخص حول العالم يعانون الجوع، وإن 45 مليون شخص يقتربون من المجاعة.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد أطلق مبادرة «المليار وجبة» إدراكاً من سموّه لفداحة ما يعنيه الجوع، وإحياءً للقيم العربية والإسلامية الأصيلة التي أعلت من مكانة العطاء والبذل، ومدّاً ليد العون إلى من يواجهون أحد أقسى الاختبارات في حياة الإنسان.
لقد طرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرته في وقتها، إذ كان العالم في قبضة جائحة «كوفيد- 19» التي عصفت بالاقتصاد وأفقرت عشرات الدول وتركت مئات الملايين من البشر يواجهون البطالة ونقص الموارد، وهو ما ضاعف من أهمية المبادرة التي استجابت لأكثر الأولويات الإنسانية إلحاحاً، وسدّت نقصاً فادحاً في جهود الإغاثة العالمية التي كبّلتها ظروف الجائحة، وتركت خلفها عشرات الملايين «يحدّقون في الهاوية»، على حدّ تعبير ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي.
لقد جمعت المبادرة 200 مليون درهم خلال عشرين يوماً هذا العام، مقابل 230 مليون درهم خلال العام الماضي بأكمله، في ارتفاع ملحوظ لوتيرة التبرعات، وهو ما يفيد بأن المبادرة تكتسب زخماً أكبر يُعجِّل بوصولها إلى هدفها.
وكما هو شأن كل المبادرات الإنسانية الناجحة في دولة الإمارات، فإن ذلك لن يعني نهاية هذه المبادرة، بل الأرجح أنها سوف تستمر مدفوعة بالاستجابة الكبيرة من كل فئات المجتمع، والإقبال على المشاركة فيها، وتكتسب رسوخها المؤسسي وتُراكِم خبراتها الناجحة، وتستفيد منها في تحقيق أهداف جديدة.
ولعل الجانب الذي أصبح ثابتاً في معادلة العمل الخيري والإنساني في الإمارات، هو الاستجابة العالية من كل من يعيشون على أرضها الطيبة، مواطنين ومقيمين، وأفراداً ومؤسسات، ومسارعتهم إلى تقديم الأفكار التي تُثري المبادرات الإنسانية وتزيد من فاعليتها، وهو ما يؤكِّد أن العمل الخيري والإنساني أصبح جزءاً من المنظومة الفكرية والقيمية والسلوك الراسخ في المجتمع. وهذا هو الأساس المكين الذي يؤكد أن مسيرة العمل الإنساني في دولة الإمارات تمضي نحو مزيد من التوسع والعطاء.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.