تريندز للبحوث والاستشارات

تسهم الكلمة، إلى حد كبير، في مساعدة الدول والأمم والثقافات على فهم بعضها، وتزداد أهميتها ودورها في تعزيز الأمل ودعم التسامح والمصالحة وترسيخ السلام خلال النزاعات وأوقات الأزمات.

وتَعظُمُ قيمة الكلمة حينما تجمع مسؤولية إنتاجها أو رعايتها المؤسسات المتخصصة، مثل المراكز البحثية والمؤسسات الإعلامية لاستثمارها في توفير المحتوى الرصين، الذي يخدم المعنيين بالتخطيط لرفاه البشرية وتحقيق تقدمها وأمنها واستقرارها. ولا شك في أن العالم اليوم يحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى قوة الكلمة وتأثيرها في وعي وحياة الأفراد والمجتمعات والشعوب، فللكلمة المكتوبة قوتها وتأثيرها في وعي وحياة الأفراد والمجتمعات والشعوب، لأنها قادرة على التأثير عبر الزمن والأجيال، فبها يمكن الوصول إلى مجتمعات تقدّر التنوع، وتحترم الخصوصية الثقافية، وهذا ما يجعل من الكتاب وصناعة النشر قوة مهمة في تشكيل مستقبل العالم.

وقد عبَّر «تريندز» كواحد من مؤسسات الفكر وصناعة النشر والمؤسسات التي تشكل الكلمة صلب عملها، عن اتّساقه مع أهداف المحافل الثقافية الدولية في نسج خيوط التواصل الحضاري والإنساني، والتزامه برفد صناعة النشر بما يزيد من قوة الكلمة إيجابية ونفعاً، وقد يكون ما صنعه بالشراكة مع صحيفة الاتحاد ضمن فعاليات الدورة 49 من معرض لندن الدولي للكتاب، والتي اختتمت مع انتهاء الأسبوع الأول من الشهر الجاري، مثالاً واضحاً في خدمة هذه الغايات، فعكَسَ المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق المراكز البحثية والمؤسسات الإعلامية في استثمار الكلمة لنشر المعرفة واستشراف المستقبل وتوفير المحتوى الرصين الهادف الذي يخدم الباحثين والمعنيين بالتخطيط لتحقيق تقدم البشرية وأمنها واستقرارها.

لقد أسقط «تريندز» رؤيته العالمية الاستشرافية على طلبة العلم الإماراتيين الذين انغمسوا في جسر التواصل الثقافي والحضاري بين مجتمعهم والمجتمعات الخارجية كأداةٍ بِكْرٍ من أدوات التلاقح الثقافي والحوار العلمي، هذه الأداة وغيرها من الأدوات البحثية والعلمية هي التي تغذّي الانفتاح والتلاقح بين مختلف الثقافات والعقائد والإبداعات العالمية، إذ شهد جناح «تريندز»، ضمن برنامجه الثقافي الحافل الذي استقطب قامات ثقافية وإعلامية من شتى الثقافات، حلقة نقاشية حول «دور البحث العلمي والمحتوى الإعلامي في دراسات الطلبة المبتعثين»، أكدت دور الكلمة الجادة في النتاج البحثي العلمي والمعرفي والإعلامي الرصين الموثق، وما يقدمه ذلك من أدوات موضوعية لقراءة الواقع، وتحليل المعطيات، وسرد الخيارات وصياغة السيناريوهات من أجل حياة أفضل للخليقة.

وإدراكاً من «تريندز» أن التحضُّر الإنساني هو نتاج مساهمات متعددة لأمم وحضارات من كل أنحاء العالم، فقد جعل جناحه يتحف ضيوفه بتقديم العشرات من إصداراته البحثية المتنوعة بتنوع الحاجات العالمية والمتعددة اللغات بأغلب لغات الأمم، ليؤكد أن البذرة المعرفية أينما كانت تربتها ومهما كان شغف صُنّاعها تبقى، بنُبل غاياتها، شجرة تبسق جذوعها صوب كل فضاءات المعمورة، وتظلّل أغصانها مختلف حضارات الأرض، وتتنوَّع ثمارها بتنوُّع الغايات السامية التي تحكم سيرورة الحياة.