رجل أعمال يريد رئاسة أميركا
يبدو أن «فيفيك راماسوامي» هو المرشح المؤيد للرأسمالية كما هو الحال في السياسة «الجمهورية» ما بعد ترامب. ينصب تركيز «راماسوامي» على إنشاء هوية وطنية في مواجهة الفراغ الروحي، وفكرة أن الشركات الكبرى والعميل ليست دائماً على حق.
خلال حديثه في إحدى ليالي الجمعة في أيوا، قال راماسوامي: «نحن متعطشون للهدف والمعنى والهوية. في مرحلة من تاريخنا الوطني عندما اختفت الأشياء التي كانت تملأ فراغ عدم وضوح الهدف، سواء تمثلت هذه الأشياء في الإيمان أو الوطنية أو العمل الجاد أوالأسرة - هذه الأشياء حل محلها السم والطوائف العلمانية».
وفي صباح اليوم التالي، في أحداث الحملة التي أقيمت في إحدى نطاقات القيادة الرقمية الرائعة، استمر الحديث عن أزمة الهوية الأميركية. «هناك ما هو أكثر في الحياة من مجرد مرور الوقت بلا هدف، استعراض المقترحات». ومضى يقول: «أنت أكثر من الصفات الجينية التي ورثتها في اليوم الذي ولدت فيه. أنت هو ما أنت عليه الآن».
يعد «راماسوامي»، أحدث وجه «جمهوري» في السباق لانتخابات الرئاسة الأميركية، مرشح الأعمال من الناحية التقنية، لكنه حقاً ليس كذلك. لم يكن عرض راماسوامي في ولاية أيوا حول تطبيق مبادئ السوق الحرة على الحكومة الفيدرالية، على الأقل ليس بهذه الطريقة التي قد تتوقعها من مرشح أعمال جمهوري قبل ترامب، كما أنه لم يكن شعبوياً اقتصادياً، أيضاً، لأن فكرته لم تكن أن الشركات تمزقك، بل إنها في تحالف سيئ النية مع بعضها البعض لتعزيز الفضائل الليبرالية.
بدأ «راماسوامي»، وهو من أصول هندية، شركة للاستثمار في المستحضرات الصيدلانية وتطوير الأدوية التي التقطت مشاريع الأدوية التي تخلت عنها الشركات الأخرى وتهدف إلى طرح الأدوية في السوق. في عام 2020، كرئيس تنفيذي، رفض دعم حركة «حياة السود تهم»، ثم في عام 2021، شارك في كتابة مقال للرأي في وول ستريت جورنال يجادل بأن منصات الإنترنت كانت تفرض رقابة على الأشخاص عندما قاموا بحظر الحسابات في أعقاب الفوضى في 6 يناير 2021. نشر ثلاثة كتب تنتقد الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (إي.إس.جي) من قبل شركة «بلاك روك» ومديري الصناديق الآخرين، بينما كان هو نفسه يبدأ شركة إدارة أصول لمكافحة إي.إس.جي.
كما أشار تشارلز سي دبليو كوك من «ناشونال ريفيو»، فقد اختار راماسوامي «تنزيل وتبني» أجواء «فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» - إغلاق مكتب التحقيقات الفيدرالي، واستبدال مكتب التبغ والأسلحة النارية والمتفجرات (إيه تي إف)، ورفع سن التصويت إلى 25. هذه هي نوعية المقترحات التي تمت صياغتها لإرضاء وغضب الأشخاص المناسبين ولا تحدث أبداً. لقد منح 10000 دولار لصندوق الدفاع عن دانييل بيني، الرجل المتهم بالقتل غير العمد من الدرجة الثانية في وفاة جوردان نيلي في مترو الأنفاق، وتبيع حملته كوب قهوة مكتوب عليه «الحقيقة». مع الكلمات «الاستيقاظ» و«المناخ».
يريد «راماسوامي» استعادة الهوية الأميركية التي تنطوي في الخطب على الكثير من المفاهيم ولكن نادراً ما تتضمن الحكايات. ستشمل هذه الهوية السعي وراء التميز، والذي وصفه في مقابلة بطريقة غامضة - الناس يحققون أقصى إمكاناتهم الخاصة، دون عوائق مجتمعية.
نشأ السيد «راماسوامي» في عالم النخبة، حيث يوظف بعض الناس فكرة الأعمال الخيرية أو الدوافع التقدمية للمضي قدماً، أولاً في القبول، ثم في الأعمال التجارية، وفي بعض الأحيان يصبحون مخدوعين أو مهتمين بأنفسهم.
في كتابه «ووك» (أو الصحوة)، يتمثل الحل الذي يقدمه راماسوامي في الفصل بين السياسة والأعمال. يجادل بأن كلاً من أصحاب المصالح الرأسماليين والمخلصين لميلتون فريدمان يفتقدون شيئاً ما في نظام الشركة لدينا: التركيز الوحيد على الواجب الائتماني وتعظيم الأرباح يمنع الشركات من أن تصبح هيئات غير حكومية مثل الشركات التجارية الاستعمارية الهولندية.
وتتضمن القضايا التي يركز عليها راماسوامي في حملته الرئاسية، «استعادة معايير الجدارة والتميز فيما يتعلق بالمساواة في الحياة الأميركية، وتقييد شركات التكنولوجيا العملاقة لضمان حرية التعبير، وإلغاء تدابير الحماية التي يتمتع بها الموظفون المدنيون في الوكالات الفيدرالية، وتقليل اعتمادنا الاقتصادي على الصين» التي يصفها بأنها «أخطر تهديد وجودي على أميركا».
على مدى العقد الماضي، تحدث العديد من المرشحين للرئاسة - وخاصة من النوع غير التقليدي من كلا الحزبين - بطرق علمانية وروحية عن الفراغات في الحياة الأميركية، والفساد بين النخب. هناك نظريات مختلفة للقضية (التغيير التكنولوجي، عدم المساواة، التدهور المؤسسي، الوحدة). لقد بدأت الرؤية القائلة بأن الأسواق والرأسمالية ستعملان على تحرير العالم وتسريع تحقيق أميركا التعددية، المليئة بالاختيار والخصوصية والاحترام، تتضاءل.
كاثرين ميلر
كاتبة ومحررة في قسم الرأي بصحيفة نيويورك تايمز
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»