تأتي جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في التعامل مع قضية التغير المناخي وفق خطوات غير مسبوقة على الصعيد الإقليمي. الإمارات تتعامل مع هذه القضية باعتبارها واحدة من أهم القضايا التي تؤرق العالم بأكمله.

وها هي الإمارات تتأهب لاستضافة قمة المناخ العالمية «كوب 28» في نهاية شهر نوفمبر المقبل، والتي تمتد إلى 12 ديسمبر 2023. وتتعامل الإمارات مع هذه القضية وفق أحدث وأفضل الأساليب العلمية والتكنولوجية.

فمنذ بدايات ظهور هذه القضية بدأ اهتمام الإمارات بها لتكون من بين المبادرين في الاستجابة لما تحمله من تحديات، فشاركت في الاجتماعات الدولية التي عقدت خصيصاً لبحث أزمة التغير المناخي، وصدقت على بروتوكول (كيوتو) في العام 2004، وصادقت على الاتفاق الأهم على المستوى العالمي وهو (اتفاق باريس) للتعامل مع التغير المناخي.

ولقد كانت جهود الدولة في البدء هي التركيز على استجابتها لهذا تخفيفاً وتكيفاً مع أفضل الظروف المواتية لتغير المناخ، وتركزت جهودها أيضاً بالمبادرة في مشروعات الطاقة المتجددة، وتطوير صناعة النفط والعمل بالدرجة الأولى لخلق بيئة نظيفة، والتخفيف من الانبعاثات الصادرة من نشاطات القطاع الصناعي وذلك من خلال استخدام أحدث التقنيات العالمية. الإمارات انتهجت سياسات آمنة لمواكبة الجهود العالمية لكبح تداعيات التغير المناخي، وتبنت الكثير من أسس ومفاهيم العمارة الخضراء والتشجير والحفاظ على التنوع البيولوجي في المحميات الطبيعية، سواء البرية أو البحرية.

وكان لها سبق طيب ونتائج مبشرة بالخير، بالإضافة لذلك فإنه وجنباً إلى جنب مع اتخاذ تلك السياسات لحماية البيئة ومواكبة التغير المناخي جاءت أيضاً سلسلة من التدابير والإجراءات للتخفيف من حدة التغير المناخي والعمل على التكيف مع تأثيراته ونذكر بعضاً من أهمها، مثل تبني خيار الطاقة المتجددة والنظيفة، ونخص هنا إنتاج الكهرباء واستخراج وتكرير النفط وتحلية المياه والصناعات التحويلية والنقل والتي تمثل 80% من إجمالي الانبعاثات في الدولة.

وفي هذا الصدد لا بد لنا من أن نذكر هنا قضية أخرى في السياق وهي اتباع الدولة لسياسة تنويع مصادر الطاقة وعدم الاعتماد على مصدر واحد، ومنها ما شهدناه في قرار الاستفادة من الطاقة النووية السلمية، والاهتمام بالطاقة الشمسية، ضمن جهود تعكس تحولاً مهماً في جهود الدولة للحد من تداعيات التغير المناخي. مسارات الطاقة المتجددة والمدن المستدامة وتطبيق أحدث تقنيات الزراعة والتشييد والحد من استهلاك البلاستيك جميعها جهود وإجراءات وقرارات اتخذتها الإمارات للتعامل مع قضية التغير المناخي وفق رؤية تؤكد استشرافها للمستقبل وإعطاء المناخ وحماية البيئة أولوية قصوى في أجندة اهتماماتها.

*كاتب كويتي