من منطلق استشعار المسؤولية الإنسانية، تبذل دولة الإمارات جهوداً متواصلة في دعم السلام والأمن الدوليين في مختلف المحافل الدولية، وذلك ضمن رؤية شاملة تُدرك اتساع المجالات المرتبطة بإقرار السلام والأمن، والأوجه السياسية والاقتصادية والمجتمعية والفكرية التي يؤدي كل منها دوراً أساسيّاً في تجنب انزلاق العالم نحو المواجهات والصراعات والحروب.

وبناء على هذا التصور، فقد نظَّمت الدولة مناقشة مفتوحة على المستوى الوزاري، في مجلس الأمن الدولي، حول التغير المناخي والسلام والأمن الدوليين، في 13 يونيو الجاري، برئاسة معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وقد شهدت مشاركة كثيفة من ممثلي أكثر من 75 دولة، وتضمنت أفكاراً مهمة حول توظيف العمل المناخي من أجل السلام والأمن في العالم.

وأكدت المهيري في كلمتها على ضرورة «تبنّي نهج تعاوني وسريع الاستجابة لمعالجة العلاقة المتبادلة بين التغير المناخي والسلام والأمن الدوليين»، وهو تصور يعكس سعي الدولة الدائم إلى تعزيز التعاون الدولي، وحشد أكبر قدر ممكن من الدول والأطراف للعمل معاً على تحقيق الأهداف المطلوبة. وظهر حرص دولة الإمارات على دفع القضية إلى واجهة الاهتمام، فيما أعلنته المهيري من تخصيص الدولة يوماً من أيام «كوب 28»، لـ«الإغاثة والتعافي والسلام»، مشيرة إلى أنه الحدث الأول من نوعه في دورات المؤتمر.

ولا شك في أن هذه المبادرة ستفتح الباب نحو فهم أوسع لدور العوامل المناخية في الصراعات، والآليات التي يمكن من خلالها استثمار العمل المناخي في احتواء الصراعات وتقليصها، وفي تقديم شتى أشكال المساعدة اللازمة للضحايا، وفي تسريع تعافي الدول والمجتمعات من آثار الصراعات وتبِعاتها الفادحة. كما أن تنظيم هذا الحدث تحديداً في الفعالية المناخية الأوسع والأكثر استقطاباً لاهتمام العالم، من شأنه أن يُفضي إلى تواصل عقد الفعاليات الشبيهة، والبناء على ما سيسفر عنه «كوب 28» من نتائج في هذا المجال.

ولم تُغفِل كلمة المهيري أهمية دعم الدول والمجتمعات الفقيرة في أي تخطيط للعمل المناخي المستقبلي، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته في مدّ يد العون إليها، فقد أشارت معاليها إلى أن «النقص الحادّ في التمويل المتاح والميسور التكلفة والكافي للمناخ، ولا سيّما بالنسبة للبلدان والمجتمعات التي تعاني أزمات إنسانية وأمنية، والتي تتلقى في بعض الحالات نصيباً للفرد أقل بمقدار 80 مرة من البلدان النامية الأخرى، التي تتلقّى بالفعل تدفقات غير كافية».

وتكتسب هذه الدعوة قوتها وتأثيرها من صدورها عن دولة الإمارات، بالنظر إلى سجلّها الحافل في تقديم العون والإغاثة إلى ضحايا الصراعات والحروب الذين تزيد معاناتهم بفعل عوامل مناخية مثل الجفاف، ودعت المهيري إلى أن تكون الاستجابة الدولية على قدر التحديات والمخاطر.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.