لم يكن غريباً أن تحتل دولة الإمارات، للعام الثاني عشر على التوالي، صدارة قائمة الدول التي يفضل الشباب العرب العيش فيها، ويريدون لبلادهم أن تقتدي بها، وذلك في استطلاع حديث للرأي.

وقد تقدمت الإمارات على الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وكندا، وفرنسا، واليابان، وعلى الشقيقتين قطر والسعودية، اللتين احتلتا المرتبتين الرابعة والخامسة في الدول التي يريد الشباب العربي من دولهم الاقتداء بها، في إشارة إلى الموقع الذي تحتله دول الخليج العربي في تصورات الشباب العربي عن البلدان التي تُقدِّم أفضل الفرص لجودة الحياة وتحقيق الطموح نحو مستقبل أفضل، وإلى اقتناعهم بنجاعة النموذج السياسي والاقتصادي والتنموي الذي اختارته، وما حققه من نجاحات على كل المستويات.ويكتسب الاستطلاع أهميته ومصداقيته من إجرائه للعام الخامس عشر على التوالي، من قِبل شركة «أصداء بي سي دبليو»، وهي واحدة من المؤسسات المرموقة في قياس توجهات الرأي العام في المنطقة والعالم.

وفضلاً عن المنهجية الدقيقة للاستطلاع، فإن الخبرات المتراكمة منذ عام 2008، واتساع نطاق إجرائه ليشمل 18 دولة عربية هذا العام، تمنحه ثقلاً أكبر، وتؤكد أهمية النتائج التي يتوصل إليها، وضرورة التوقف لديها لفهم اتجاهات الشباب العربي ومواقفه.

وتَظهر أهمية الاستطلاع كذلك في طبيعة الفئة المستهدفة، وهي الشباب العربي، بحكم كثافة تواصلهم مع العالم، وقدرتهم على الاستفادة من ثورة الاتصال والتقنيات الرقمية، وارتفاع مستوى تعليمهم قياساً إلى الفئات الأكبر عمراً، وهو ما يجعلهم يكوِّنون رؤاهم وأفكارهم اعتماداً على معلومات أكثر دقة وتفصيلاً، وأسرع في ملاحقة التغيرات التي تحدُث في العالم. وليس من الصعب ربط دخول قطر والسعودية إلى القائمة بتطورات ملموسة يشهدها كلا البلدين، وإنجازات متوالية تتحقق فيهما.

وتشير العناصر الخمسة الأكثر ارتباطاً بدولة الإمارات في أذهان الشباب العربي إلى متابعة حثيثة لما تشهده من تطورات، وفهم دقيق لجوانب قوتها وتميزها، إذ تضم «البيئة الآمنة»، و«امتلاك اقتصاد متنامٍ»، و«القيادة الحكيمة ذات الرؤية الثاقبة»، و«البيئة النظيفة المبهجة»، و«سهولة إجراءات بدء الأعمال»، وقد حظيت عناصر أخرى بنسبة تصويت عالية، من بينها «المنظومة التعليمية عالية الجودة»، و«الباقة الواسعة من فرص العمل». ولم يكن غريباً أيضاً أن تكون دولة الإمارات هي الدولة الثانية، بعد الولايات المتحدة، في الإجابة عن سؤال: «أي من الدول التالية لها التأثير الأكبر في العالم العربي؟».

وإلى جانب البُعد السياسي لـ «التأثير»، المتأتّي من مكانة الإمارات ووزنها الإقليمي والدولي، تعكس هذه الإجابة وعياً متقدّماً بتفوق النموذج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الإماراتي الذي بدأته القيادة الرشيدة للدولة منذ وقت مبكر، اعتماداً على مزيج الحكمة والشجاعة والفهم الدقيق للمتغيرات العالمية وسرعة الاستجابة.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.