جامعة الشارقة والإنجاز المستدام
إنجازٌ كبير جديدٌ يُضاف لسجل دولة الإمارات العربية المتحدة من الإنجازات المهمة والرائعة، وقد جاء هذه المرة على هيئة نجاح أكاديمي آخر، وذلك على يد جامعة الشارقة التي صنَّفتها مؤخراً جمعيةُ تحسين الاستدامة في مجال التعليم العالي بالولايات المتحدة الأميركية (AASHE) ضمن الفئة الذهبية في نظام تتبع الاستدامة والتقييم.
إنه بلا شك تصنيفٌ على مستوى عالمي مهم، إذ يقوم على أساس معايير التعددية والشمولية واستخدام أعلى مستويات القياس الدولية المعتمدة. وهو تقييم سنوي للجامعات، حسب إنجازاتها في مجال الاستدامة موزعة على خمسة حقول هي: النشاط الأكاديمي، الشراكة المجتمعية، إدارة الموارد، التخطيط والإدارة، الابتكار والقيادة.
ولذا نجد أن هذا التصنيف لا يتم منحه لأي جهة أكاديمية مهما كانت إلاّ بعد استيفاء الشروط كافة، وتحقيق كل المعايير التي تخولها الظهورَ في فئاته. ولا شك في أن ظهور جامعة الشارقة في هذا التصنيف جاء كانعكاس لأدائها المستدام، وهو إنجاز مهم يستحق الإشادة به والوقوف عنده.
وبهذا تصبح جامعة الشارقة أول جامعة في العالم العربي تحصل على التصنيف الذهبي من جانب الجمعية الأميركية لتحسين الاستدامة في مجال التعليم العالي. ومما يفسر هذا التميز الذي حظيت به الجامعة ما قاله أحد كبار مسئوليها من أنها عملت على الاهتمام بمجالات التنمية المستدامة والالتزام بمعايير البيئة النظيفة، ودعم مشاريع الاستدامة فيها لمعالجة التحديات البيئية.. وذلك في إطار تلبيتها لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومؤسس جامعة الشارقة. وقد تَواصل هذا الاهتمام تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس الجامعة، والتي تهدف إلى أن تصبح مرجعاً إقليمياً وعالمياً للتميز في مجال الاستدامة ونشر الوعي بها وبأهميتها في مختلف المجالات بين أفراد وشرائح المجتمع.
وفي تقديرنا أن التصنيف الجديد سوف يكون له على صعيد مستقبلي الأثر الكبير والإيجابي والفعال في تعزيز الوعي بقضايا الاستدامة، وتعزيز ثقافة الاستدامة التي دخلت جميع المجالات وبدأ العالمُ كله يتعرف عليها.
ولعل تنفيذ مبادرات من هذا النوع سوف تكون له نتائج إيجابية كبرى، بحيث تكون جامعة الشارقة قدوةً ومثالاً يحتذى به لجميع الجامعات في العالم العربي والعالم بأكمله، وذلك اعتماداً على الجهود التي بذلتها إدارة الجامعة في سبيل الوصول إلى تحقيق أفضل النتائج المرجوة وتحقيق تصنيف أكاديمي على المستوى العالمي، وتجسيد مفهوم الاستدامة على أصوله وكما تقتضيه الحاجة. وهنا فإننا كخليجيين نفخر بأن نرى جامعة الشارقة تحقق مثل الإنجاز الرائع والطيب، لكي يكون مدخلاً للاستفادة من خبراتها الأكاديمية.
*كاتب كويتي