في ولاية أريزونا الأميركية، يمارس حي صغير في مدينة توكسون الزراعة المستدامة في شارع تلو الآخر من أجل زراعة منتجات غذائية باستخدام مياه الأمطار. وبدأ سكان «دنبار سبرينج» في عام 1996 بزراعة الأشجار للظل، التي من شأنها أن تسقى بوساطة الجريان السطحي الذي تم التقاطه. تساعد الآن حوالي 1700 شجرة محلية تتحمل الجفاف وآلاف العينات الموجودة في الطابق السفلي الآن على تخفيف درجات حرارة الهواء وتوفير الطعام مثل فاكهة التين الشوكي وتوت القوجي.

تعد توكسون ثالث أسرع مدينة ارتفاعاً في درجة الحرارة من بين مدن ولايات الجنوب الأميركي، حيث يسقط المطر بمقدار حوالي قدم واحدة فقط كل عام. لكن يمكن تلبية احتياجات المياه في «توكسون» من خلال احتجاز هذا المطر، وفقاً لبراد لانكستر، الذي ابتكر هذا العمل استناداً إلى ممارسات السكان الأصليين. بدأ لانكستر احتجاز المياه عن طريق عمل شقوق في حواجز الشوارع لتوجيه جريان العواصف إلى أحواض ضحلة محفورة في الأرض.

يقول لانكستر: «لا أعتقد أننا يجب أن نستخدم نهر كولورادو كحساب جارٍ خاص بنا». على الرغم من أن التنفيذ لا يزال يمثل تحدياً، إلا أن مدينة «توكسون» كانت قبل 15 عاماً أول منطقة محلية في الولايات المتحدة تصدر قانوناً يقضي بتجميع مياه الأمطار من قبل مالكي العقارات التجارية.

يؤدي إبعاد المركبات عالية التلوث عن المناطق الحضرية الكثيفة إلى تحسين جودة الهواء في مئات المدن الأوروبية. بينما تختلف القواعد التي تؤثر على السائقين، فإن المنطقة النموذجية منخفضة الانبعاثات تقلل من غازات الاحتباس الحراري والمنتجات الثانوية للاحتراق مثل أكاسيد النيتروجين السامة، وتحسين الصحة العامة وأهداف المناخ. خلال الفترة بين عامي 2019 و2022، زاد عدد المناطق النشطة منخفضة الانبعاثات بنسبة 40%، من 228 إلى 320 في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والنرويج.

في حين أن بعض المجتمعات تشدد القيود الحالية، ويتم التخطيط لوجود مناطق منخفضة الانبعاثات في أكثر من 500 موقع في أوروبا بحلول عام 2025، يؤكد المدافعون على الحاجة إلى مسارات واضحة نحو إنشاء مناطق خالية من الانبعاثات بحلول عام 2030. لقد أدت زيادة الأدلة على الآثار الصحية لتلوث الهواء، وتعليمات الاتحاد الأوروبي بشأن جودة الهواء لعام 2008، وحتى الدعاوى القضائية التي رفعتها مجموعات المجتمع المدني، إلى تسريع الالتزامات.

تقول جيميما هارتشورن، مؤسسة Mums for Lungs (مجموعة حملات بيئية غير هادفة للربح، ومقرها في المملكة المتحدة، والتي ترفع الوعي بالآثار الصحية لتلوث الهواء، وخاصة على الأطفال): «لقد رأينا للتو مدى فعالية إنشاء منطقة منخفضة الانبعاثات للغاية في لندن في الحد من تلوث الهواء. إذ كان هناك انخفاض بنسبة 20% في ثاني أكسيد النيتروجين منذ أن تم توسيع المنطقة. إنه لأمر رائع أن نسمع أن عدداً متزايداً من المدن الأوروبية الأخرى تأخذ جودة الهواء على محمل الجد».

علي مارتن*

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»