فوز جديد باستضافة فعالية عالمية كبرى لـ«أصحاب الهمم»
يمثّل فوز أبوظبي باستضافة «مؤتمر الاتحاد العالمي للصم» عام 2027، إضافةً جديدةً إلى سلسلة طويلة من الفعاليات الدولية الخاصة بأصحاب الهمم، التي كانت استضافة الدولة لها علامة فارقة ونقطة مضيئة في الجهود التي تُبذل عالميّاً من أجل وضع القضايا الخاصة بهم في المكان الذي تستحقه، ورفع مستوى التوعية باحتياجاتهم ومتطلباتهم، وتطوير التعاون الدولي من أجل توفير البيئات الملائمة والتشريعات الضرورية لمنحهم حقوقَهم، وتمكينهم ودمجهم في مجتمعاتهم، وتيسير حصولهم على فرص متساوية في التعليم والعمل والرعاية الصحية.
ويستند نجاح الدولة في ذلك إلى تجربتها الرائدة عالمياً في رعاية أصحاب الهمم داخل الدولة، وتوفير أفضل الفرص الممكنة، في ظل توجيهات متواصلة من القيادة الرشيدة، وعناية ومتابعة كاملتين لكل ما يتعلق بهم، وهو ما يعبِّر عنه بجلاء قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: «إن الاهتمام بأصحاب الهمم وتقديم الرعاية المتكاملة وفق أعلى المعايير العالمية، يأتي ضمن جوهر خطط الدولة وبرامجها لتمكينهم، لكي يصبحوا منتجين ومساهمين في خدمة بلدهم، فهم جزء أصيل وأساسي من مكونات مجتمعنا ودعمهم ورعايتهم مسؤولية وأمانة».
وليس ببعيد عن ذلك أن تسمية «أصحاب الهمم» ذاتها، قد أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لينتشر المصطلح عربيّاً وعالميّاً، وليستخدمه مئات الملايين من الناس في كل مكان من العالم، لأنهم رأوا فيه تعبيراً حقيقيّاً عن القدرات والطاقات التي يمتلكها «أصحاب الهمم»، ويمكنهم من خلالها الإسهام في تقدُّم مجتمعاتهم ورقّيها. وتُشرف على «مؤتمر الاتحاد العالمي للصم» عام 2027، الذي يُعقَدُ للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، «مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم»، بالتعاون مع «دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي» و«مركز أبوظبي الوطني للمعارض» و«جمعية الصم الإماراتية».
وقد جاء هذا الفوز تالياً لخطوة مهمة تعكس الاهتمام بفئة الصم في الدولة، وهي تشكيل «مجلس الشباب الصم» في «مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم» في 5 مايو 2023، وهو يضم 11 عضواً، ويعمل على تفعيل دور الشباب الصم وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المحافل الدولية، ودمجهم في المجتمع، وإحداث تغيير نوعي في هذا المجال.
ووفقاً لما درجت عليه العادة في استضافة الفعاليات العالمية، فقد بدأت الجهات الوطنية الأربع منذ الإعلان عن الفوز استعداداتها من أجل توفير كل سبل النجاح للمؤتمر، وضمان تحقيقه لأهدافه المرجوة، خاصة أن العالم ينتظر من أبوظبي الكثير في تنظيم فعاليات أصحاب الهمم، وما يزال كل المعنيين بشؤونهم في العالم، يذكُرون التنظيم المبهر لدورة الألعاب الأولمبية للأولمبياد الخاص عام 2019 في أبوظبي، التي أجمعوا على أنها كانت غير مسبوقة في تاريخه. وليس هذا بغريب على دولة الإمارات التي اعتادت الصدارة والتفوق، حتى أصبحا مكانها الطبيعي الذي لا تقبل سواه.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.