وكالة الإمارات للفضاء.. نجاحاتٌ عالمية بأيدٍ وطنية
يعكس تطور قطاع الفضاء في دولة الإمارات قدرة الدولة على تحقيق إنجازات نوعية في وقت قصير، ويعود ذلك إلى قدرة متأصلة في الدولة على اختصار الزمن وتركيز الجهود والتسخير الصحيح للإمكانات والقدرات من أجل الوصول إلى أهداف طموحة، وهو ما يبدو جليًّا عند تتبع مسيرة «وكالة الإمارات للفضاء» الحافلة بالنجاحات، على الرغم من أنها بدأت مسيرتها منذ تسع سنوات فقط، وما تحتاج إليه من معرفة علمية رفيعة، وطاقات بشرية متميزة.
استطاعت الوكالة إطلاق أول قمر صناعي إماراتي، وهو «خليفة سات»، في عام 2018، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي، وهو هزاع المنصوري، إلى محطة الفضاء الدولية في عام 2019، وإرسال أول رائدة فضاء إماراتية، وهي نورا المطروشي، إلى محطة الفضاء الدولية في عام 2022، وإطلاق أول مهمة علمية إماراتية إلى القمر، وهي «مسبار الأمل» في عام 2020، وإنشاء أول مركز إقليمي للتميز في علوم الفضاء في العالم العربي، وهو مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.
وتسعى وكالة الإمارات للفضاء إلى تحقيق العديد من الأهداف في المستقبل، من أهمها الوصول إلى المريخ بحلول عام 2028، وتطوير تقنيات جديدة في مجال الفضاء، مثل تقنيات الطيران الذاتي والاتصالات الفضائية، وإنشاء قاعدة اقتصادية قوية في قطاع الفضاء. وتُعدّ وكالة الإمارات للفضاء من أبرز الوكالات الفضائية في العالم، وتعتبر نموذجًا يحتذى به في مجال الفضاء. وإنجازات الوكالة تُبشّر بمستقبل واعد لقطاع الفضاء في الدولة. وتواصل الدولة جهودها لبناء مركبة فضائية ستنطلق في رحلةٍ طولها 3.6 مليار كيلومتر تبدأ بكوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية ثم تهبط على آخر كويكب في مهمة علمية لمدة خمس سنوات تبدأ في عام 2028 وتمتد حتى عام 2033. وأطلقت وكالة الإمارات للفضاء في يوليو 2022 البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية «سرب»، الذي يضم مجموعة من أقمار الاستشعار عن بعُد التي تعتمد على تقنيات الرادار لتقديم قدرات تصوير غير مسبوقة، مع تطوير سلسلة القيمة الفضائية بأكملها.
ويركز برنامج «سرب» على تطوير قدرات تصميم وتجميع وتكامل غير مسبوقة على المستوى التجاري داخل الدولة، حيث سيسهم بالتوسع في سلسلة القيمة الفضائية، مع التركيز على تطوير المركبات الفضائية لأغراض مراقبة الأرض المرتبطة مباشرة بالاستخدام التجاري للبيانات. وبلغت استثمارات دولة الإمارات ذات الصلة بالفضاء أكثر من 5.4 مليار دولار أميركي.
وتشمل أهداف هذه المشاريع الطموحة أن تصبح دولة الإمارات جزءًا من الاتحاد العالمي لإنشاء أول مستوطنة على المريخ، وإنشاء المستعمرة الأولى في المريخ بحلول عام 2117، وبناء مدينة المريخ العلمية، وتطوير مركز محمد بن راشد للفضاء لقيادة مشروع المريخ 2117، وكلها مشروعات عملاقة تؤدي فيها الكوادر الوطنية الشابّة الدور الأهم، وتحفر لدولة الإمارات مكانًا بارزًا ضمن الدول المتقدمة في هذا المجال الحيوي للمستقبل.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.