يقال إن المغزى من صناعة السيارات الكهربائية هو سبب بيئي في المقام الأول، فإلى جانب التطور المذهل في تكنولوجيا السيارات، فإن الهدف الرئيسي هو الحد من التلوث البيئي وتقليل نسبة الانبعاثات الكربونية، وبالتالي السيطرة على أزمة التغير المناخي والاحتباس الحراري والحد من النفايات على كوكب الأرض.

ومع التوسع الكبير في هذه الصناعة والتنافس المحموم بين الشركات المصنعة، فإن الخيار بات أكثر واقعية لاستخدام المركبات الأقل إضراراً للبيئة والأكثر أماناً والأعلى تقنيةً والأقل استنزافاً للوقود.. فهل نحن أمام ثورة كبرى في عالم السيارات، أم أن هناك بعض الخفايا لا تزال تحت الدراسة وتخضع لمجهر الصناعة العالمية؟!

في حادثة ليست الأولى من نوعها، علِق أحدُ سكان منطقة فينيكس الأميركية داخل سيارته الكهربائية من نوع «تسلا» في درجة حرارة خانقة (37,8 مئوية) بعد نفاد بطارية المركبة، ولم يستطع التحكم بأي أداة في مركبته للخروج منها، فحالة السيارة على وضع (dead) والحرارة داخلها تزداد مع تناقص حاد في معدل الأوكسجين. واستمر هذا الوضع 20 دقيقة قبل أن تتم معالجته عبر تدخل خارجي باللجوء إلى تحطيم زجاج النافذة.

فماذا لو استغرق الأمر ساعة أو أكثر، وفي ظروف مناخية كظروف منطقتنا التي تتجاوز حرارتُها خمسين درجةً مئوية في بعض الأحيان؟ وفقاً لمحققي «سكريبس»، فقد قدَّم عددٌ كبيرٌ من مُلَّاك السيارات الكهربائية عشراتِ الشكاوى إلى منظمي سلامة السيارات، حول حوادث مماثلة. ومعلوم أن هذه الصناعة لا تقدم أفضل أداء في الطقس البارد أيضاً، إذ تنفد بطاريتها بمعدل أسرع، ويستغرق تسخينُها وقتاً أطول.

كما أن شحنَ البطارية يمثل مشكلةً بسبب قلة محطات الشحن الكهربائي، على عكس محطات وقود السيارات التقليدية المتوفرة في كل مكان. ولا تزال محطات الشحن قليلة جداً في معظم المناطق ولا تتوفر في الغالب إلا في وسط المدن. وإن تغيرت تلك الآلية في المستقبل وفقاً لارتفاع شعبية السيارات الكهربائية وتقديم ما يسهم في رفع الثقة بها، فإن هناك مشكلة أخرى هي ارتباط تحمل هذه السيارات بالوزن المحمول داخلها، إذ تتعرض البطارية لاستنزاف أسرع مع الوزن الإضافي على متنها.

وإلى ذلك، فإن السيارات الكهربائية تحتاج لمتخصصين في الصيانة على درجة عالية من الفهم لهذا النوع من العربات. وفي جانب الصعوبات نفسه، فإن السيارات الكهربائية التي تحصل على تحديث لبرمجيات أونلاين تعاني من أخطاء فادحة تعتمد على دقة البرمجيات والثغرات التي قد تواكب تلك التحديثات.

السيارات الكهربائية ليست اختراعاً جديداً بالكامل، بل ظهرت بواكير صناعتها منذ تسعينيات القرن الماضي حين بدأت بالصناعة الهجينة بين الكهرباء والوقود، ومع ذلك لم تبدأ الانتشار على النحو الحالي إلا بداية من العام 2010، حيث تبلورت بآليتها الكهربائية الحالية. ورغم ذلك فما تزال جميع شركات تصنيع السيارات الكهربائية تقدم خيارات أقل بكثير من السيارات التي تعمل بالوقود، سواء من حيث الصيانة والوقود وإدارة الأعطال.. لكن بالمقارنة العادلة، فإن السيارات الكهربائية أكثر كفاءةً في استخدام الطاقة قياساً بالهدر المالي للوقود، وبالتالي فالسيارة الكهربائية أقل ضوضاء وأكثر انسجاماً مع البيئة.