منذ قيام الاتحاد، في الثاني من ديسمبر عام 1971، وقطاع الخدمات الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة يشهد قفزات نوعية وإنجازات كبيرة تتناسب مع التحديات الصحية المتجدّدة ومواكبة للمستجدات العالمية، وذلك انطلاقًا من إدراك القيادة الحكيمة أهمية توفير جميع الوسائل والإمكانات المتطورة في هذا القطاع الحيوي وضرورتها، مع إيجاد بيئة صحية مناسبة، من منطلق أن الإنسان هو هدف التنمية ومحورها الرئيس، كي يتمكن من أداء مسؤولياته الوطنية والعملية، والإسهام بفاعلية وكفاءة عالية في مسيرة التنمية والتطوير.

وتُمثّل السياسات الصحية في دولة الإمارات نموذجًا مكتملًا لتوفير أفضل الخدمات الصحية ذات الجودة والكفاءة، مع ضمان تمتُّع جميع أفراد المجتمع بهذه الخدمات، سواء العلاجية أو الوقائية أو التأهيلية، التي تهدف إلى حماية حقوق المرضى، وتنظيم المنشآت الصحية، وتوفير الأدوية، والمنتجات الطبية والكوادر الطبية العاملة، بما يضمَن تعزيز ورفع كفاءة النظام الصحي، وتقديم خدمات ذات جودة عالية، وفقًا لأفضل المعايير وبطرق مبتكَرة، وذلك بالتنسيق بين مختلف الجهات المعنية.

وضمن اهتمام دولة الإمارات بالقطاع الصحي، أعلنت «مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية»، قبل أيام، عن تحويلها 25 خدمة إلى خدمات استباقية بنسبة 100%، الأمر الذي يسهم في توفير 24.4 دقيقة في كل معاملة عند إصدار البطاقة الصحية استباقيًّا، وتوفير 4.9 مليون دقيقة من وقت المتعاملين بشكل سنوي، وصفر ثانية من الوقت اللازم للتقديم على أربع خدمات استباقية.

وتأتي هذه الخدمات، التي شملت فحص اللياقة الطبية للالتحاق بالجامعات وخدمة استشارات الأمراض السارية وخدمة «اطمئنان» (خدمة الفحص الدوري الشامل) وخدمة التطعيمات الوقائية وخدمة إصدار بطاقة صحية لذوي الهمم للمرضى المقيمين من الجنسيات المختلفة من ذوي الهمم، في إطار حرص المؤسسة على راحة المتعاملين، من حيث توفير الوقت والجهد، وتلبية احتياجاتهم بما يتناسب مع طموحاتهم. وهي في مجملها خدمات قائمة على التقنيات الذكية، التي تسمح بتحليل البيانات وقياس مدى سعادة المتعاملين، إضافةً إلى إتاحة خدمات صحية ذات جودة نوعية وسريعة وسلِسة، ضمن خطة ممنهجة ومدروسة الأهداف، لإحداث تحوّلٍ ملموس في مجال كفاءة العمل وسرعة الاستجابة ودِقّة الإنجاز، تماشيًا مع رؤية «نحن الإمارات 2031»، وتعزيز مكانة القطاع في الدولة على المستويين الإقليمي والعالمي.

وتبقى «مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية»، بتوجيهات ودعمٍ دائمَين من القيادة الرشيدة، مستمرة في تطوير نُظم المعلومات الصحية، وتطبيق معايير عالمية في إدارة البنية التحتية في المنشآت الصحية، وبِناء أنظمة الجودة والسلامة العلاجية والصحية والدوائية وفق المعايير العالمية، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071، لإحداث تحوّل في مجال الرعاية الصحية المقدّمة للمرضى، ولكي يعيش الجميع على هذه الأرض الطيبة بصحة وسعادة وأمن وسلام.

*عن نشرة«أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.