سجلّ حافل في العمل الخيري والإنساني
تحتفي دولة الإمارات غدًا بـ«اليوم الدولي للعمل الخيري»، الذي يصادف الخامس من سبتمبر كل عام. وقد نجحت الدولة في تحويل العمل الخيري إلى ثقافة وسلوك مجتمعي راسخ في الشخصية الإماراتية. وتحظى الأعمال الخيرية بأهمية كبيرة في بناء المجتمعات وتعزيز العدالة الاجتماعية.
وتعكس هذه الأعمال القيم الإنسانية العالمية وتلهم العديد من الأفراد والجهات لتقديم الإسهامات والدعم للأشخاص والمجتمعات المحتاجة.تأتي دولة الإمارات على رأس الدول التي تلتزم بتعزيز ودعم الأعمال الخيرية والإنسانية.
ويعزى هذا الالتزام إلى رؤية القيادة الرشيدة، وخاصة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أسهم بشكل فعّال في تشجيع وتمويل الأعمال الخيرية على الصعيدين الوطني والدولي. وأشاد سموّه بالأهمية الكبيرة للعمل الخيري في تعزيز التعاون الإنساني والتآخي بين الشعوب.
وأكد على أن العمل الخيري ليس مجرد واجب إنساني، بل هو جزء من هوية دولة الإمارات التي تسعى دائمًا لتقديم المساعدة والدعم للمحتاجين والمتضررين حول العالم.
ويَعمل في الإمارات ما لا يقل عن 45 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وجمعية خيرية تَمدّ يَدَ العون للمحتاجين في مختلف دول العالم، وتُولي أهمية قصوى لتوفير الحماية للعاملين في هذا المجال، وتوفير مواد الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والطوارئ الإنسانية في العالم. وتَبرزُ «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي» في طليعة المؤسسات الخيرية الإنسانية، التي تعتز بشراكتها القوية مع المحسنين وأهل الخير، من مواطنين ومقيمين على أرض الدولة، وتَفخر بدعمهم ومساندتهم، التي كان لها عظيم الأثر في أن ترتاد مجالات العمل الإنساني كافة، وتُحقق العديد من الإنجازات.
تعكس مبادرات الإمارات العديدة في مجال العمل الخيري دورها الفعّال في تقديم المساعدة الإنسانية. وعلى سبيل المثال، فقد قدمت الإمارات دعمًا كبيرًا للجهات الدولية المعنية بتقديم المساعدة الإنسانية، مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر. كما شجعت على إنشاء مشاريع تنموية وإنسانية في مختلف أنحاء العالم. وفي إطار الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات لتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة للمتأثرين في سوريا وتركيا، دعت «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي» للانضمام لحملة «جسور الخير» والمساعدة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة للمتضررين من الزلازل في تركيا وسوريا.
ووفقًا لبيانات وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قَدّمتها دولة الإمارات، منذ بداية عام 2021 وحتى منتصف أغسطس الماضي، نحو 13 مليار درهم. وتضمّ قائمة المستفيدين دولًا عربية وآسيوية وإفريقية وغربية، في ترجمةٍ لشمولية الدعم الإماراتي، الذي لا يرتبط بالتوجّهات السياسية للدول المستفيدة، ولا العرق أو اللون أو الدين.
ويجسد اليوم الدولي للعمل الخيري التزام الإمارات بالقيم الإنسانية والمساهمة الفعّالة في بناء عالم أفضل للجميع. وتقديرًا لهذا الجهد المستدام، يتعين على الجميع أن يستلهموا من رؤية القيادة، ويعملوا معًا، لتعزيز العمل الخيري والإنساني في مجتمعاتهم وعبر العالم.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.