دخلت انتخابات المجلس الوطني الاتحادي مرحلة الحسم، حيث تنتهي اليوم مرحلة الحملات الانتخابية، ليبدأ غداً أول أيام التصويت المبكر، حيث سيتم فتح باب الاقتراع أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم، وفقاً لنظام التصويت الهجين، أي من خلال التصويت عن بُعد، وهو نظام تصويت ذكي يتيح للناخبين الاقتراعَ بوساطة التطبيقات الرقمية المعتمَدة، ومن خلال نظام التصويت الإلكتروني، أيضاً، في عدد محدد من مراكز الانتخاب.

وانطلقت مرحلة الحملات الانتخابية في الحادي عشر من سبتمبر الماضي، ممتدّةً على مدار 23 يوماً لتكون فترة كافية تماماً لأن يكشف كلّ مرشح عن برنامجه الانتخابي، والقضايا محل اهتمامه، في محاولة لإقناع أعضاء الهيئات الانتخابية بالتصويت له، وقد سارت هذه الحملات بشكل منضبِط في ضوء متابعة دقيقة من قِبل اللجنة الوطنية للانتخابات، وركزت على عدد من الملفات الرئيسية المهمة، منها ملف الشباب الذي يحظى بكل أوجه الرعاية والاهتمام من قِبل القيادة الرشيدة، وقضايا الأسرة، وتعزيز الهوية الوطنية، والفرص الوظيفية للمواطنين، والقطاع الصحي، وقطاع التعليم، وتمكين دور أصحاب الهمم، وغيرها من القضايا محل اهتمام مجتمع دولة الإمارات.

وأعقب مرحلة الحملات الانتخابية مرحلةُ انسحاب المرشحين (يومَي 25- 26 سبتمبر)، حيث كان الموعد النهائي لمن يرغب من المرشحين في الخروج من السباق الانتخابي، ثم كانت مرحلة تقديم طلبات أسماء وكلاء المرشحين (27- 28 سبتمبر)، حيث يحق لكل مرشح اختيار وكيلٍ عنه من بين المقيّدين في الهيئة الانتخابية للإمارة التي ينتمي إليها، ويقتصر دور وكيل المرشح على حضور عملية التصويت وإجراءات الفرز، ويمارس صلاحيات المرشح في هذا الخصوص. وستتواصل عملية التصويت المبكر عن طريق التصويت الهجين يوم الخميس المقبل (05 أكتوبر)، وسيكون يوم الجمعة (06 أكتوبر) للانتخاب عن بُعد فقط، أما يوم الانتخاب الرئيسي فسيكون يوم السبت المقبل (07 أكتوبر) وذلك وفق نظام التصويت الهجين، ومن المقرر أن يتم إعلان النتائج في اليوم نفسه، وستكون فترة تقديم طلبات الطعون في النتائج في الفترة من 08 إلى 10 أكتوبر، وستردّ اللجنة عليها يوم 13 أكتوبر، وهو اليوم نفسه الذي سيتم فيه اعتماد القائمة النهائية للفائزين في حالة عدم وجود انتخابات تكميلية.

وستُعقَد انتخابات تكميلية يوم السبت (14 أكتوبر) عن طريق نظام التصويت عن بُعد فقط، في حالتين: أولاهما، إذا زاد عدد المرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات -بشكل متساوٍ- عن عدد المرشحين المطلوب انتخابهم في الإمارة، والأخرى، إذا فاز بعض المرشحين، وتساوى التالون لهم في الأصوات بما يزيد على عدد المقاعد الشاغرة المتبقية المخصّصة للإمارة، وذلك بين المتساوين منهم لإكمال هذه المقاعد.

وتؤكد كل المؤشرات الخاصة بالعملية الانتخابية الحالية للمجلس الوطني الاتحادي أن الدورة الخامسة لانتخابات المجلس منذ العمل بآلية الانتخابات الجزئي للمجلس في انتخابات 2006، تُمثِّل نقلة نوعية مهمة في مسيرة تطوره، الأمر الذي يؤشر إلى فصل تشريعي أكثر تفاعلاً مع قضايا الوطن والمواطنين، وأكثر فاعلية في المساهمة في عملية صنع القرار، والمشاركة في تحقيق الأهداف التنموية خلال المرحلة المقبلة.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.