أربعة ملايين شخص وجدوا أنفسهم من دون كهرباء، بعد الرياح القوية والأمطار الغزيرة التي ضربت ولاية فلوريدا الأميركية صباح الجمعة الماضي. إنها عاصفة هيلين التي تعد الآن أحدث عاصفة تُظهِر ضعفَ شركات المرافق العامة في مواجهة تقلبات الطقس المتطرفة، والتي أصبحت أكثر شيوعاً وشدة في ظل التغير المناخي المتفاقم عالمياً. وفي هذه الصورة نرى كيرتس درافتون، الذي يرأس منظمة تطوعية للبحث والإنقاذ، يفحص الأشجارَ وخطوطَ الكهرباء المتساقطة في بلدة واكيناه بولاية فلوريدا جرّاء عاصفة هيلين المطرية. ويرى درافتون أنه في ظل العواصف والأعاصير وحرائق الغابات المتزايدة، يمكن لجيل جديد من التقنيات أن يساعد شركات المرافق والخدمات الكهربائية العامة على التخطيط بشكل أفضل لمخاطر الطقس على خطوط شبكاتها.
وكما يلاحظ الخبراء المختصون، فثمة الكثير من المخاطر الجوية المرتبطة بالمناخ، والتي تشكل تهديداً للبنية التحتية، وعلى رأسها شبكات الإمداد بالتيار الكهربائي. وتشمل هذه المخاطر الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات وموجات الحر، علاوة على موجات البرد في المناطق الأقل اعتياداً عليها.
وقد أدى الطقس المتطرف إلى إجهاد شبكات الكهرباء بشكل متزايد، وبات السبب الأول لانقطاع التيار الكهربائي في الولايات المتحدة، حيث يتوقع أن يصبح الحرمان من الكهرباء جراء العواصف والأعاصير أعلى بنسبة 50٪ خلال العقود القادمة، وذلك بسبب ازدياد قوة وتواتر هذه العواصف والأعاصير.
وخلال السنوات القليلة الماضية، أصبحت الرياح والأمطار عوامل ضغط على شبكات الطاقة في الولايات المتحدة، لذا فمن المتوقع مع زيادة تأثير الأعاصير على سواحل كل من خليج المكسيك والمحيط الأطلسي، حدوث مزيد من انقطاعات التيار الكهربائي، ما لم تتغير وسائل حماية الشبكة الكهربائية. وهو ما جعل الخبراء المختصين يدعون إلى التأكد من أن المدن والمجتمعات لديها من المعلومات والموارد ما يكفي لأخذ استعداداتها، بغية ضمان توفير كهرباء لمختلف الظروف المناخية. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)