يحتفل العالم في التاسع والعشرين من نوفمبر كل عام، باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويشكل هذا الاحتفال مناسبة لتسليط الضوء على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وعلى رأسها حقه في تأسيس دولته المستقلة، على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتوفر هذه المناسبة فرصة للحديث عن الدعم الإماراتي الراسخ للقضية الفلسطينية، إذ تحظى باهتمام مركزي في السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد أحد الفاعلين الرئيسيين في النظام الإقليمي الخليجي والعربي. والحاصل أن دولة الإمارات، ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قد أولت القضية الفلسطينية اهتماماً خاصاً، وجعلت من دعم الشعب الفلسطيني أولوية راسخة على أجندة سياستها الخارجية، وتؤكد مواقف دولة الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي هذه الحقيقة بشكل جلي، وتؤكدها كذلك تصريحات القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهنا يمكن الإشارة إلى تصريح سموه بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني عام 2022، والذي أكد فيه التزام الإمارات التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق وتطلعاته في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك في رسالة وجهها سموه لرئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الشعب الفلسطيني بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وانطلاقاً من تأييدها المطلق للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كان لدولة الإمارات خلال العام الحالي العديد من التحركات في هذا الاتجاه على الصعيدين العربي والدولي، وهي التحركات التي كان لها دور مهم في تعزيز المطالبة بهذه الحقوق، وفي القلب منها الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
فخلال القمة العربية التي استضافتها مملكة البحرين في مايو الماضي، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على موقف دولة الإمارات الداعم والداعي إلى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، وفي إطار أفق سياسي يعتمد خارطة طريق واضحة وشفافة ومُلزمة تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة تعيش بأمن واستقرار وحياة حرة وكريمة للشعب الفلسطيني الشقيق، إلى جانب دولة إسرائيل، وفقاً للشرعية الدولية والقرارات ذات الصلة.
أما على الصعيد الدولي، فقد كان لجهود دولة الإمارات الداعمة لتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة الكثير من النتائج الإيجابية، ومنها على سبيل المثال، اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من مايو، قراراً دولياً جديداً، يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، وذلك بأغلبية 143 صوتاً، ومعارضة 9 دول، وامتناع 25 دولة عن التصويت، وأوصى القرار - الذي قدمته دولة الإمارات بصفتها رئيس المجموعة العربية في الأمم المتحدة - مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر بشكل إيجابي في هذا الطلب، وحدد طرقاً لإعمال حقوق وامتيازات إضافية تتعلق بمشاركة دولة فلسطين بالأمم المتحدة.
وفي ظل اهتمامها الراسخ بدعم القضية الفلسطينية، كان لدولة الإمارات على الدوام دورها الحيوي في تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني، وهو ما يؤكده دعمها الكبير لقطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وموقفها الراسخ لدعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، والذي يتجلى في العديد من المؤشرات، منها إدانتها الشديدة لموافقة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) قبل نحو شهر على قانونين يحظران عمل «الأونروا»، ويمنعان الوكالة من القيام بعملها الأساسي في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة، بجهودها المتواصلة على الصعيدين الدبلوماسي والإنساني، تشكل نموذجاً يُحتذى به في دعم القضية الفلسطينية، ومن المهم التأكيد على أن التزامها الراسخ في هذا السياق، يعكس رؤيتها الثابتة لضرورة تعزيز العدالة والسلام في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني منذ عقود طويلة العديد من أسباب التوتر والصراع.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.