عقد مضى على «برنامج الخدمة الوطنية» و«عِقد» ثمين يعلق على رقبة جيل العقد المقبل، في لحظة بات الوطن بقياداته الرشيدة في قمة الفخر بهم. سواعد أبناء الوطن، هي السياج المتين للفداء والتضحية من أجل وطن معطاء، ومن ذلك العطاء المميز إتاحة فرصة ثمينة للشباب لكسب مهارات عسكرية جديدة للمساهمة مع إخوانهم في القوات المسلحة في الدولة لأداء دور مهم في مسيرة العمل الوطني. أكثر من مائة ألف مجند وطني سوف يجتمعون في ساحة الوطن ليقدموا للدولة تحية ولاء ووفاء ووإخلاص لوضع كل إمكاناتهم في خدمة الوطن الغالي بمختلف المجالات.

مرحلة جديدة تمر بها الدولة في عيد الاتحاد الـ53، بدخولها إلى القرن الأول من عمرها، وفق خطتها المئوية في 2071، ها قد قطعت الدولة حتى الساعة أكثر من نصف القرن. والحصانة الوطنية تنمو مع هذا الجيل الذي يحمل جزءاً مهماً من الواجب تجاه الحفاظ على مقدرات الوطن، ضمن رؤية راسخة رسوخ الجبال الرواسي في رؤية القيادة الرشيدة، عندما أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في قوله عن الخدمة الوطنية إنها: «هي إحدى ركائز بناء الأجيال القادرة على مواجهة التحديات، وترسخ فيهم قيم الولاء والانتماء والتضحية في سبيل الوطن من أجل الحفاظ على المكتسبات والمنجزات التي تحققت، وتعزيز نهضة دولة الإمارات وأمنها واستقرارها».

كل أسرة إماراتية اليوم فخورة بأن يكون أحد أبنائها أو أكثر قد خاض هذا الاختبار بنجاح أو آخر في الطريق لهذا الإنجاز من أجل وطن مميز يبحث دائماً عن مستقبل أفضل للأجيال المقبلة. ويمكن ملاحظة هذا الشعور تجاه الأبناء المنخرطين في هذا العالم الجديد عليهم، أثناء تجمعاتهم للانتقال إلى معسكرات التدريب في مختلف الإمارات. مدار الفخر هو مساهمة هؤلاء في بناء تاريخ جديد، يساعد في تحقيق الاستقرار والسلام.

مشروع الخدمة الوطنية متناغم مع رؤية الدولة التي تدعو دائماً إلى تحقيق الأمن والأمان ليس في الوطن فحسب بل في العالم أجمع. وطننا يستحق أكثر، لأنه لم يقصر في رفع شأننا في جميع المحافل الدولية والإقليمية، فضلاً عن المحلية. وواحدة من أنضج ثمار هذه الخدمة، إتاحة الفرصة الذهبية لأبناء الوطن، للانخراط في السلك العسكري بعد انتهاء فترة التدريب، واستكمال المرحلة الجامعية وما بعدها في التخصصات كافة التي تحتاجها القوات المسلحة.

ومن لم ينضم منهم، فإنه سوف يناله شرف مواصلة مسيرة التدريب عبر الدورات التنشيطية التي يتم استدعاء الخريجين طلبة وموظفين حتى يكونوا على أهبة الاستعداد للمشاركة في حماية الوطن تحت أي ظرف. الإمارات لها سجل حافل ومشرف منذ عقود في سلسلة من المشاركات الأمنية في قوات حفظ السلام بالبوسنة والهرسك ولبنان وأفغانستان وفي حرب تحرير الكويت، وفي اليمن لاستعادة الشرعية وغيرها.

إنها لحظة فارقة من عمر الدولة الاتحادية، عندما اتخذت القيادة قرارها التاريخي في عام 2014، بإصدارها قانون الخدمة الوطنية، لتكون إضافة نوعية لمكونات الدولة في ظروف استثنائية وحرجة إقليمياً ودولياً، تحتاج الدولة إلى جهد كل فرد من الشعب المدرك لمتطلبات المرحلة الراهنة على الصعد كافة.

*كاتب إماراتي