مر هذا الطريق وسط غابة ما تزال تحاول الاحتفاظ بأشجارها، لكن توجد هناك بجوارها منطقة سبق أن كانت غابة كثيفة وأصبحت اليوم بلا أشجار، وذلك في جبل سبيريت بمقاطعة يامهيل في ولاية أوريغون الأميركية، حيث دأب الخبراء على التحذير من مخاطر قطع الأشجار وإزالة الغابات، لكن دون أن تجد تحذيراتُهم كبيرَ اهتمام.
ويقول قطاع من علماء البيئة إن المسؤولين في بعض الوكالات الحكومية يفضلون قطع الأشجار على معالجة الغابات والاعتناء بها، كما يميلون للتغاضي عن قطع الأشجار كأسلوب حياة لدى المجتمعات الريفية في هذه المنطقة.
وعبر رقعة شاسعة من شمال غرب المحيط الهادئ، تموت أصناف من الأشجار في أميركا الشمالية بمعدل ينذر بالخطر، حيث تتحول الغابات إلى اللون الأصفر ثم البني الغامق، قبل أن تجف وتسقط على الأرض كما يحدث في ولاية أوريغون بالتحديد. فهناك مات عدد أكبر من الأشجار في الفترة بين عامي 2015 و2019 مقارنةً بفترة الأربعين عاماً الماضية كلها. وانتشرت وفيات الأشجار، على الرغم من تركزها في المناطق الواقعة عند الطرف الأدنى لنطاق هطول الأمطار منذ عام 2020.
ورغم أن أقل من 5000 فدان من الأراضي في الولاية أظهرت موتَ الأشجار في عام 2021، فقد ارتفع هذا العددُ إلى أكثر من 350 ألف فدان في عام 2022. ويلقي الخبراء البيئيون باللوم في ذلك على عوامل في مقدمتها الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، جرّاء التغير المناخي، علاوةً على هجمات الحشرات. كما ساهمت عقودٌ مِن حرائق الغابات في تفاقم المشكلات التي أدت إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي للنظم البيئية.
وتُظهر الأزمةُ في أوريغون الأهميةَ الحاسمة لإدارة الغابات في ظل التحديات الناجمة عن تغير المناخ، حيث يقول القائمون على الغابات إنهم يضطرون أحياناً لقطع بعض أشجارها، حيةً كانت أم ميتة، من أجل تقليل احتمالات اندلاع حرائق داخل هذه الغابات، وبهدف تعزيز صحة الغابة ومساعدة النظم البيئية على التكيف مع التغير المناخي.
ومن هنا جاءت خططهم لبيع الأخشاب القابلة للاستخدام في مصانع إنتاج الورق والأثاث في الولاية. لكن مثل هذه الحجج تثير مخاوفَ أنصار البيئة ويرونها مجرد ذرائع تؤدي في النهاية إلى إزالة الغابات، رغم كونها تمثل رئةَ العالم وخطَّ الحماية للحفاظ على سلامة التربة من ظاهرة الانهيارات المتزايدة!
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)