تعزيزاً لأطر الحضور الإماراتي الدبلوماسي، والأولويات الدبلوماسية لدولة الإمارات العربية المتحدة بشأن مستقبل علاقاتها الإقليمية والدولية، وشراكاتها الاستراتيجية، انطلق يوم الاثنين 3 فبراير 2025، الملتقى التاسع عشر للسفراء ورؤساء البعثات التمثيلية المعتمدة للدولة في الخارج. ويستعرض الملتقى، الذي يستمر حتى الخميس 6 فبراير 2025، أبرز القضايا الجيوستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي، ورؤية دولة الإمارات تجاهها، ودعم قضايا السلام والأمن، انطلاقاً من التأثير العالمي للدولة في تعزيز السلام وبناء الجسور، وتحفيز الازدهار الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز مجالات التعاون والشراكات الدولية في العديد من المجالات الحيوية ذات الأولوية الوطنية.
وإنفاذاً لتلك المستهدفات، يُعقد الملتقى تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، تحت عنوان «الدبلوماسية الإماراتية: تحقيق السلام والنمو والازدهار العالمي»، والذي يؤكد عمق الالتزام الإماراتي بترسيخ أسس السلام والأمن الإقليمي، بعدِّه أبرز أهداف نموذجها التنموي، وأحد مستهدفات دبلوماسيتها الإنسانية، وركيزة من ركائز علاقاتها الخارجية، والتزاماً تضعه آلياتها الدبلوماسية على رأس المستهدفات الجوهرية التي تعمل على تحقيقها في المجالات كافة.
وسيتضمّن الملتقى هذا العام عشرات من الجلسات النقاشية التفاعلية، يشارك فيها عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج، ومديرو الإدارات في وزارة الخارجية، إلى جانب عدد من ممثلي المؤسسات والهيئات الحكومية والخبراء من مختلف القطاعات، بهدف تقديم أفكار وتصورات يمكن من خلالها دعم التحركات الدبلوماسية الإماراتية، وتحديد أولوياتها الاستراتيجية، وتقديم رؤى يمكن من خلالها تطوير العمل الدبلوماسي ليكون قادراً على مواكبة التطورات النوعية الحاصلة في السياقين الإقليمي والدولي.
وسيتطرق الملتقى إلى عدد من المحاور الاستراتيجية، تشمل السياسة، وسبل تعزيز التقدم الاقتصادي والاستثماري للدولة، والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، والخطط المستقبلية التي تعكس استراتيجية حكومة دولة الإمارات، وهو ما يعزز أولويات التعاون الدولي والإقليمي في تلك المجالات.
وسيولي الملتقى مجالات الابتكار المؤسسي اهتماماً نوعياً، إلى جانب كيفية الاستفادة من التقنيات الجديدة كقوة تغيير إيجابية، كما يبحث الخطوات المأمولة لتعزيز موقع دولة الإمارات كمركز مالي وتجاري واستثماري، وكيفية الاستفادة من آليات الابتكار والتقدم التقني في خدمة الأهداف الإماراتية في تلك المجالات.
وسيركز الملتقى كذلك على مناقشة دور اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة في تعزيز التحول الاقتصادي وإعادة تشكيل مشهد التجارة العالمية، فضلاً عن البحث في أهمية الاستثمار المستقبلي في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والطاقة، بما يمهد لشراكات إقليمية ودولية تخدم تلك التطلعات التي تؤكد محورية تلك المستهدفات التكنولوجية والاقتصادية.
وتنبع أهمية الملتقى هذا العام من كونه يأتي في سياق إقليمي ودولي يشهد العديد من التغيرات النوعية، والتحولات الاستراتيجية التي قد تمهد لتحولات واسعة النطاق تستلزم آليات عمل دبلوماسية جديدة، وهو ما يفرض على بعثات الدولة استراتيجيات عمل جديدة يمكن من خلالها تحقيق المستهدفات الوطنية، وخدمة التطلعات الإقليمية والدولية، وحماية الأمن الإنساني، وتطوير التعاون التكنولوجي والتقني، وفتح آفاق لعلاقات تنموية مستقبلية مع شركاء بالمنطقة والعالم.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن «ملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج» يشكل فرصة للتفاعل والحوار وتبادل الآراء والأفكار مع القادة والمسؤولين في الدولة وسفراء ورؤساء البعثات التمثيلية في الخارج بشأن المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يسهم في بناء مستقبل واعد لمجتمع وشعب دولة الإمارات، وتعزيز الدبلوماسية الإماراتية، وتوطيد المكانة العالمية للدولة.
ومن المتوقع أن يفضي الملتقى إلى طرح رؤى تتجاوز تبعات التحديات الراهنة، وتتجاوب مع التغيرات التي تمر بها البيئة الراهنة، وتقدم حلولاً للتعاطي مع تبعات هذه التحديات، ومقترحات يمكن من خلالها تعظيم مصالح الدولة، وهو ما سيجعل مخرجات ملتقى هذا العام ذات أهمية نوعية. وستقدم مناقشات الملتقى أفضل الممارسات التي ستُدخل تغييرات على آليات دولة الإمارات في التعاطي مع البيئة الإقليمية والدولية، ما يُفضي إلى اختيار أكثرها قدرةً على تحقيق المستهدفات.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية