ما الوقت والجهد اللذان يتطلبهما تنظيف الأحياء كي تصبح آمنة بالنسبة لسكانها بعد حرائق لوس أنجلوس؟ في هذه الصورة نرى عمالاً تابعين لإدارة وكالة حماية البيئة يزيلون مواد خطيرة، مثل البطاريات وعلب الطلاء، في أحد أحياء ألتادينا بولاية كاليفورنيا الأميركية سبق أن دمره خلال الأسابيع الماضي حريقُ إيتون. وفي ظل التحذيرات التي وجهتها سلطات الولاية مِن خطورة تسرّع بعض السكان في العودة إلى منازلهم المتأثرة بالحرائق، فإن العديد منهم أصبحوا على استعداد لإخلاء مواقع بيوتهم والانتقال نحو أماكن أخرى إلى أن تكتمل أعمال إعادة البناء والتنظيف.. لكن السؤال الكبير والمهم: متى ستمكنهم العودة؟ وأين يجدون السكن المؤقت في مدينة كانت تعاني أصلاً، أي قبل الحرائق، من عجز في سوق العقارات المعروضة للإيجار؟
يتوق السكان إلى إعادة تهيئة منازلهم والعودة إليها في أقرب وقت ممكن، وقد بدأ الكثير منهم في التعاقد مع مقاولين أو في محاولة معرفة ما يتطلبه الأمر كي يستعيدوا حياتهم السابقة. لكن وفقاً للاشتراطات المعلنة، فإنه قبل أن يبدأ البناء يجب تنظيف الأراضي من المواد السامة وإخلاؤها من الأنقاض المتراكمة. وفي الأسبوع الماضي بدأ العمال التابعون لوكالة حماية البيئة، وهم يرتدون بدلات واقية، في إزالة جبال من المخلفات الخطرة الناتجة عن الحريق الذي أدى إلى تدمير نحو 12,000 منزل في واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ منطقة لوس أنجلوس.
وعلى الرغم من أن عملية الإزالة قد تستغرق بضعة أيام فقط لكل قطعة أرض، فإن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 18 شهراً قبل أن تصبح آخر القطع الأرضية جاهزة لإعادة البناء عليها، وذلك وفقاً لفيلق المهندسين بالجيش الأميركي الذي يشارك في إزالة الأنقاض من عدة أحياء في المنطقة. وقد طُرحت هذه التقديرات خلال اجتماعات روابط السكان، مما أثار مخاوف بعض مالكي المنازل من أن بيوتهم قد تكون من بين الأخيرة التي سيتم تنظيفها، ومن ثم تهيئتها لإطلاق عملية إعادة البناء فيها. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)