في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لاستشراف مستقبلٍ صحي أكثر تطوراً واستدامة، والأهمية الكبيرة التي توليها القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لقطاع الصحة، يُنظِّم مركز أبوظبي للصحة العامة بالتعاون مع الاتحاد الدولي لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي، المؤتمر العالمي الخامس والعشرين لتعزيز الصحة، خلال الفترة من 13 إلى 16 مايو 2025 في مركز أدنيك أبوظبي، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.ويُعَدُّ المؤتمر منصة رائدة عالمياً في مجال تعزيز الصحة. وتمثِّل استضافة دولة الإمارات لهذا الحدث بمناسبة مرور 74 عاماً على تأسيس الاتحاد الدولي لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي، شهادةً على مكانة أبوظبي المتنامية باعتبارها مركزاً عالمياً للسياسات الصحية والابتكار والبحث العلمي.
ويكتسب المؤتمر أهميته من عوامل رئيسة عدة، منها أنه من المتوقَّع أن يجمع المؤتمر نخبةً من الخبراء في القطاع الصحي، وصنّاع السياسات والقادة، وممارسي الرعاية الصحية، ومتخصِّصي التعليم الصحي من شتى أرجاء العالم، سعياً لمعالجة التحديات العالمية في مجال الصحة وجودة حياة المجتمعات وتحديد الفرص السانحة لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي، وباعتباره عضواً رئيسياً في الاتحاد، يهدف مركز أبوظبي للصحة العامة لتقديم منصةٍ استراتيجية للحوار وتبادل المعرفة وتطوير السياسات الصحية.
وقال سعادة الدكتور راشد السويدي، المدير العام لمركز أبوظبي للصحة العامة: «يعكس هذا الحدث البارز التزام أبوظبي بدفع عجلة التقدُّم في مجال الصحة العالمية والاستدامة. ويمثل الحدث انتقالنا من مفاهيم الرعاية الصحية إلى نهج الصحة الشاملة، واضعين الوقاية والابتكار في قلب رؤيتنا».
ويؤكد سِيون تويتاهي، رئيس الاتحاد الدولي لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي: «تواجه البشرية اليوم تقاطعات حاسمة من التحديات الصحية والبيئية، ولهذا يحمل انعقاد المؤتمر للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مهد الحضارات دلالة رمزية عميقة، ويُعد خطوة ضرورية للتعاون في الوصول إلى حلولٍ جماعية».
ويُعقَد المؤتمر هذا العام تحت شعار «البيئات الداعمة لصحة ورفاه الكوكب»، ويُتوقَّع أن يحضره أكثر من 2000 خبير صحي عالمي وصانع سياسات وباحث وأكاديمي ومهني صحي وممثلي المؤسسات الصحية من مختلف دول العالم. ويسلِّط المؤتمر الضوء على أبرز التحديات الصحية العالمية، بدءاً من الأمراض غير المُعدية والصحة النفسية وصولاً إلى تغيُّر المناخ والاستعداد للطوارئ. ويتضمَّن برنامج المؤتمر جلسات رئيسية، وورش عمل تفاعلية، ويهدف إلى سد الفجوة بين البحث العلمي والممارسة العملية، وتعزيز التعاون متعدد القطاعات من أجل صحة مستدامة وشاملة.
ويُركّز المؤتمر على مجموعة من التحديات الصحية العالمية مثل الأمراض غير المعدية والصحة النفسية وتغير المناخ، إضافة إلى الاستعداد لحالات الطوارئ الصحية. ويتضمن برنامج فعاليات المؤتمر جلسات رئيسة وورش عمل تفاعلية تهدف إلى ردم الفجوة بين البحث العلمي والتطبيق العملي وتعزيز التعاون متعدد القطاعات لتحقيق صحة شاملة ومستدامة.
وسيتناول المؤتمر عدداً من المحاور الحيوية تشمل المدارس وأماكن العمل والمدن الصحية، إضافةً إلى جاهزية الأنظمة الصحية للطوارئ والتعاون الدولي وتمويل الدعم لبرامج التثقيف الصحي والابتكار والتحول الرقمي الصحي والسياسات الداعمة للصحة، وأخيراً شمول الفئات المختلفة والتوعية الصحية الشخصية.
يُذكر أن مؤتمر الاتحاد الدولي لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي يلتزم بتحسين الصحة في جميع أنحاء العالم، من خلال التثقيف والعمل المجتمعي وتطوير سياسات الصحة العامة. وسيعمل المؤتمر خلال نسخته المقبلة على معالجة التحديات الصحية، التي تشهد مستويات متزايدة من التعقيد والتباين. ويشمل ذلك ارتفاع معدلات انتشار الأمراض غير المعدية مثل السمنة والسكري وأمراض القلب، فضلاً عن زيادة الأوبئة الناجمة عن الأمراض الجديدة والمكررة، وتنامي مشكلات الصحة النفسية وتفاقم تحديات تغيُّر المناخ.
وتعكس استضافة هذا المؤتمر العالمي التزام أبوظبي المستمر بدورها كمركز مؤثِّر في صناعة السياسات الصحية، وترسيخ مكانتها في تعزيز الصحة العامة والاستدامة.