بمنطقة نيكري في سورينام المطلة على الساحل الأطلسي لأميركا اللاتينية، يرش هذا المزارع مبيداً من نوع «باراكوات» الذي يستخدم في مكافحة الآفات والحشائش الضارة، لكنه يعد الأشد خطراً على الإنسان، حيث كمية قليلة منه تؤدي إلى الوفاة.
سورينام لديها واحدة من أعلى معدلات الانتحار في العالم، غالبية هذه الحالات تنطوي على استخدام مبيد «الباراكوات»، الذي يستخدم على نطاق واسع، حيث إنه قاتل للإنسان في حال ابتلاعه حتى ولو بكميات صغيرة. تعد المبيدات الحشرية من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في المناطق الزراعية بالدول النامية، وتتسبب في وفاة 100 ألف حالة سنوياً. ومع ذلك، تم التغاضي عن هذا الخطر لسنوات.
مكمن المعضلة في هذا المبيد أن الجسم يمتصه بسرعة وليس له ترياق، وحتى جرعة صغيرة منه تسبب فشلاً متعدداً للأعضاء. بعض الدول، مثل كوريا الجنوبية، وضعت قيوداً على استخدام هذا النوع من المبيدات، ثم قامت بحظر تداوله، ما أدى إلى تراجع حالات الانتحار إلى النصف. ويضغط عدد قليل من الباحثين وفاعلي الخير لتغيير ذلك، بحجة أن تقييد الوصول إلى «الباراكوات»، أكثر مبيدات الآفات فتكاً، يمكن أن يكون أحد أبسط الطرق وأكثرها فعالية من حيث التكلفة لإنقاذ الأرواح. وفي سريلانكا، تم حظر استخدام الأنواع السامة من المبيدات، ما أدى انخفاض حالات الانتحار بنسبة تزيد على 70 في المئة..
(الصورة من خدمة نيويورك تايمز)