تقوم هذه المروحية بنقل مواد بناء لإعادة تشييد قرية «بلاتن» الواقعة في جبال الألب السويسرية، التي دمرها انهيار أحد الأنهار الجليدية، في مايو الماضي، في مؤشر على التكلفة الاقتصادية والمعنوية لارتفاع درجات الحرارة في أوروبا.
ووفقاً لدراسة نشرت هذا العام، فقد فقدت الأنهار الجليدية السويسرية ربع حجمها في الفترة بين عامي 2015 و2025، أي خلال عشر سنوات فقط، مما يفاقم المخاوفَ إزاء احترار المناخ وتأثيراته التي تزيد تسارع ذوبان الأنهار والمنحدرات الجليدية، لاسيما أن التراجع التدريجي لهذه الأنهار يؤدي إلى تناقص احتياطات المياه العذبة في أوروبا. وقد حدثت الكارثة في بلاتن عقب انهيار الكتلة الجليدية لنهر بيرش الجليدي الواقع فوق القرية، مما أدى إلى دمارها بشكل شبه كامل، بما في ذلك البيوت والكنائس.
وقد تم إجلاء سكان القرية - كإجراء وقائي - قبل وقوع الكارثة. لكن ما تزال ثمة مخاطر بسبب الانهيارات الأرضية المتواصلة والانجرافات الطينية، علاوةً على فيضانات محتملة بسبب انسداد مجرى نهر لونزا القريب جراء تراكم الرواسب. وكانت بلاتن موطناً لـ300 شخص، حيث عاشت بعض العائلات هناك لمئات السنين. لكن بعد الكارثة، تعين على السلطات اختيار مكان بديل أكثر أمناً للقرية الجديدة، والتي تقدَّر تكلفة إعادة بنائها بأكثر من 100 مليون دولار. ويتوقع أن تُضيف مدفوعات التأمين من الكوارث 400 مليون دولار أخرى لإعادة الإعمار.
وتسلط هذه الكارثة الضوءَ على الآثار المتزايدة للتغير المناخي على المناطق الجبلية وتزايد مخاطر انهيارات الجليد والصخور. وتُعد سويسرا من أسرع المناطق في العالم ارتفاعاً في درجات الحرارة، مما يؤدي إلى تسارع ذوبان الأنهار الجليدية فيها. وكما يسهم انكماش الأنهار الجليدية في زعزعة استقرار الجبال، فهو يزيد من خطر انهيارات الصخور والمنحدرات، كما يتضح جلياً من كارثة «بلاتن».
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)


