علاقات الشراكة مستويات ودرجات، وبعضها فرصة للتكامل وتنمية المشتركات وتقوية الصلة بالجذور والأصول.. بل يمثل الفرصة الأهم استراتيجياً واقتصادياً وسياسياً لتطوير العلاقات الثنائية على جميع المستويات.. لاسيما حين يتم التركيز على الحقائق والمعطيات الموضوعية دون تضييع أي فرصة للعمل والإنجاز الحقيقيين.
والعمل هنا هو المحك الأصيل والعاكس الموضوعي لعمق العلاقات الإماراتية بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي تحتفل بيومها الوطني، أدامها الله عزاً وفخراً وملاذاً للمسلمين في أنحاء المعمورة. فالمملكة دولة ذات ثقل متجذر في أمة الإسلام، وهي صمام أمانها ومرجعيتها الأولى في الحفاظ على لحمة الدين ووحدة المسلمين.
ولعل التطورات الإيجابية الكثيرة التي تشهدها السعودية حالياً جاءت في وقت مهم، لاسيما أن المنطقة تمر بمنعطفات خطيرة تهدد بزعزعة أوضاعها، في ظل القلاقل والاضطرابات التي ترعاها إيران وتشرف عليها وهي ترتدي لبوس الدين حتى يكون ذلك مسوَّغاً لدى شعبها الذي أنهكته سياسات حكومته غير العابئة باحتياجاته وبوضعه الاقتصادي المتردي. إنها أخطر حقبة مرت وتمر بها المنطقة، ويتعين أن تكون علاقات الشراكة فيها بين الدول المسؤولة ذات الشأن وصاحبة الدور الإقليمي والقومي، علاقات فاعلة وقادرة على التعامل مع المعطيات الآتية بكل حرفية ونجاح.
المملكة بما تملكه من مقومات تؤهلها لتجاوز كل العوائق التي تشكل تحدياً استراتيجياً للمنطقة، ومعها دولة الإمارات بخبراتها ورصيدها الكبير من النجاح في جميع مجالات ومفاصل التنمية والتحديث والتطوير.. قادرتان معاً على الدفع بالشراكة الثنائية بينهما والوصول من خلالها بالإقليم والمنطقة إلى أماكن متقدمة ومؤثرة على المديين القريب والبعيد. وليس من شك على الإطلاق في أن علاقات الشراكة السعودية الإماراتية لها نتائجها العظيمة لمصلحة الدولتين ولفائدة تجاوز العقبات التي تعترض طريق المنطقة ولرفع التحديات التي تواجهها.
كل عام والمملكة العربية السعودية أكبر وأنجح وأكثر تطوراً وانفتاحاً وتلاحماً مع شقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة.. يوم وطني سعيد للمملكة، ولها منا كل التمنيات والدعوات الطيبة.