عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أثناء جلسة العصف الذهني السنوية مع فريق عمله مؤخراً، لمناقشة الأفكار والمشاريع القادمة، عن السر وراء نجاح النموذج الإماراتي، والمتمثل أولاً، في الإرادة القوية والعزيمة الصادقة التي تقف وراء ما حققته الدولة من إنجازات نوعية في المجالات كافة، وثانياً، بالعمل بروح الفريق والجماعة، بحيث تصب كل الجهود في تعزيز مسيرة الوطن، ونهضته الشاملة، وثالثاً، بالطموح الدائم نحو تحقيق التفوق، وصولاً إلى المركز الأول، حيث أكد سموه: أن «الإمارات أصبحت نموذجاً في المنطقة، والمحافظة على قوة هذا النموذج تتطلب جهوداً مضاعفة وأفكاراً خلاقة».
هذه هي الوصفة المضمونة للنجاح والتفوق، التي جعلت من تجربة التنمية في الإمارات نموذجاً يُحتذى به للعديد من دول المنطقة والعالم، لأنها تجربة تقوم على تحدي الصعاب مهما كان حجمها، وتستند إلى طموح متجدد يواكب تطلعات شعب الإمارات، وحقه في التنمية الشاملة والمستدامة والرفاه والازدهار، وتترسخ بمنظومة من القيم والمبادئ تعلي من أهمية العمل الجماعي، باعتباره ركيزة النجاح لأي عمل، وحينما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: «لا أحد يستطيع أن ينجح بمفرده، والعمل الجماعي أساسي في مسيرتنا التنموية»، فإنما يؤكد حقيقة مهمة، وهي أن مسيرة التنمية في الإمارات هي نتاج تكامل وتضافر لكل الجهود وتعاون المؤسسات المختلفة، المحلية والاتحادية، حيث يعمل الجميع تحت راية واحدة وهدف واحد، هو إعلاء شأن الإمارات، وتعزيز مكانتها على خريطة الدول المتقدمة، فالإمارات، كما يقول سموه، تضم آلاف فرق العمل التي تعمل بإخلاص، ووراء كل منجز عظيم فريق متفانٍ في خدمة بلده.
طموح الإمارات لا يتوقف، وتمضي بخطى ثابتة وواثقة نحو تحقيق أهدافها، وتضع الخطط والآليات التي تضمن لها المحافظة على مكتسباتها التنموية والحضارية، لأنها تؤمن بأن التقدم عملية مستمرة ومن ثم تحتاج، على الدوام، إلى رؤى متجددة وأفكار خلاقة تنتقل بنموذجها التنموي إلى آفاق أرحب وأوسع، ولا شك في أن جلسات العصف الذهني السنوية التي تتبعها الحكومة لمناقشة الأفكار والوقوف على الأداء العام تعتبر واحدة من أهم الآليات المبتكرة التي تسهم في توليد الأفكار العظيمة والمبادرات الثرية التي تحافظ على قوة نموذجها التنموي.
لا شك في أن المراتب المتقدمة التي حققتها الإمارات في مختلف مؤشرات التنمية، وما تسعى إلى تحقيقه خلال السنوات المقبلة، يؤكدان بوضوح أنها قادرة على إنجاز هذه الأهداف، فقد جاءت في المرتبة الأولى عربياً والـ 34 عالمياً، في تقرير التنمية البشرية لعام 2018 الصادر عن الأمم المتحدة، متقدمة ثمانية مراكز عن تصنيف العام الماضي، كما احتلت المرتبة الأولى عربياً للعام الرابع على التوالي، وتقدمت إلى المرتبة الـ 20 على مستوى العالم في تقرير السعادة العالمي لعام 2018 الصادر عن معهد الأرض في جامعة كولومبيا، وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، كما تَقدم جواز السفر الإماراتي إلى المركز التاسع عالمياً، لتتصدر الدولة المركز الأول بين الدول العربية، وفقاً لمؤشر «باسبورت إندكس» الذي يعتمد على عدد الدول التي يمكن أن يدخلها حامل جواز السفر من دون الحصول على تأشيرة، أو الحصول عليها عند الوصول، وغيرها العديد من المؤشرات التي تؤكد في مجملها مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بأنه: «لا توجد قوة تستطيع الوقوف أمام تطلعات وطموحات شعبنا».
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية