لدينا نحن الاثنين قواسم مشتركة أكثر مما يبدو. فعلى رغم أننا ننتمي إلى حزبين مختلفين، إلا أن كلاً منّا يحب الأماكن المفتوحة، ونمثل ولايتين زاخرتين بموارد محل فخر لدولتنا وأصدقائنا وحلفائنا في أرجاء العالم. وتدرك الولايتان، ألاسكا وغرب فيرجينيا، أنه لابد من المضي قدماً يداً بيد في تطوير الموارد والحفاظ على البيئة، ولهذا السبب التزمنا بالبحث عن حلول توافقية للمساعدة في مواجهة مشكلة التغير المناخي.
ولا مراء في أن التغير المناخي حقيقة وأن النشاط البشري هو المسؤول الأول عنه. ونرى التأثيرات في ولايتينا. ويؤكد لنا العلماء أن درجة حرارة المنطقة القطبية الشمالية ترتفع بمعدل ضعف المعدل العالمي. وارتفاع درجات الحرارة وتقلص المساحات الجليدية في شواطئ ألاسكا تؤثر على أنشطة صيد الأسماك وتجبر بعض المناطق النائية على الانتقال داخلياً أو إلى مناطق أخرى. وفي صيف 2016، عانت غرب فيرجينيا من فيضانات غير متوقعة أدت إلى مقتل 23 من سكانها وأحدثت ضرراً بالغاً في أرجاء الولاية.
والكونجرس الآن في خضم نقاش بشأن الطريقة الملائمة من أجل مواجهة مشكلة التغير المناخي. وعادة ما يُشار إلى التغير المناخي باعتباره قضية ذات وجهين فقط: فهناك من يؤيد تدابير صارمة غير قابلة للتطبيق من أجل تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحترار المناخي، وهناك من يريدون عدم فعل شيء. ونعتقد أن وقت الجدل قد انتهى. لذا، نبحث عن أفكار من شأنها جمع الناس على كلمة سواء، بدلاً من تشتيتهم.
وفي لجنة الطاقة والموارد الطبيعية بمجلس الشيوخ، نتعاون سوياً لإيجاد سياسات براجماتية يمكن أن تستمد تأييداً قوياً ودائماً. وفي جلسات استماع العام الجاري، استمعنا إلى سلسلة من الخبراء الذين يساعدوننا على جمع حقائق من شأنها بلورة هذه الجهود.
ومؤخراً، عقدنا جلسة استماع بشأن التغير المناخي وقطاع الكهرباء، وعلمنا أن شركات المرافق تسعى إلى استخدام تكنولوجيا الطاقة النظيفة وتدخلها إلى شبكاتها. وهذه التغييرات تمزج بين تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 28 في المئة خلال الفترة من 2005 إلى 2017 وخفض تكاليف المرافق بالنسبة للمستهلكين.
وعلى رغم من ذلك، اتفق الخبراء على أنه من أجل تخفيف تأثيرات التغير المناخي بفاعلية، لابد أن نبذل مزيداً من الجهود من أجل استغلال التكنولوجيا التي تقلص الانبعاثات.
وتقود الولايات المتحدة العالم في الأبحاث والتطور. ومعاملنا وجامعاتنا الوطنية تبذل جهوداً مضنية من أجل تحقيق الاختراق العلمي التالي، ويسعى مستثمرونا في القطاع الخاص وراء تكنولوجيا جديدة تغيير قواعد اللعبة. لذا، فإن الولايات المتحدة هي قاطرة جهود الطاقة النظيفة، بما في ذلك تخزين الطاقة والطاقة النووية المتقدمة، وتكنولوجيا استخلاص الكربون وفصله والاستفادة منه. ونحن ملتزمان بتبني سياسات منطقية من شأنها الحفاظ على ذلك التقدم، والبناء عليه وتسريع الجهود الراهنة، وضمان نظام بيئي قوي.
وتأثير تطوير التكنولوجيا الجديدة سيشعر به الأميركيون في كل مناحي الحياة، بما في ذلك سكان المجتمعات الريفية، والمناطق الأخرى التي تخدمها الوسائل التكنولوجية القديمة. وتحويل تلك المجتمعات إلى صور من الطاقة أكثر كفاءة سيمنحها طاقة أنظف وأكثر استقراراً بتكلفة أقل، وهو ما يحمل معه مزيداً من المنافع.
ليزا موركوسكي: عضو «جمهوري» في مجلس الشيوخ عن ولاية ألاسكا
وجو مانشين: عضو «ديمقراطي» في مجلس الشيوخ عن ولاية غرب فيرجينيا
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»